نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 165
مستنقع من الدّم خلال قرن العشرين.
فالنفوذ الدّاروينيّ القويّ يمكن أن
يُرَى في الأيديولوجيّين النّازيّين.. فعندما يدرس أحدٌ هذه النّظريّة، يصادف
مفاهيم مثل: التّكيّف الطّبيعيّ، واختار التّزاوج، والصّراع بين السلالات من أجل
البقاء..
وهكذا نرى هتلر عندما سمى كتابه [كفاحي]،
والذي يتكلّم عن الصّراع خصوصًا بين السلالات، كان ملهمًا بالصراع الدّاروينيّ من
أجل البقاء، ومبدأ أن النّصر للأصلح، وقد قال معبرا عن ذلك: (في الألفيّة الجديدة
سيبلغ التاريخ الذروة في روعة فريدة للإمبراطوريّة، وذلك على أساس سلسلة عرقية
جديدة)
وأعلن في اجتماع حزب نريمبيرج سنة
1933م، أن (موضوعات الجنس الأعلى بنفسه جنس أقلّ.. الحقّ ما نراه في الطّبيعة هو
الحقّ الوحيد الذي يمكن أن يتصور)
لقد وصف المؤرّخ [هيكمان] تأثير
الدّاروينيّة على هتلر، فقال: (كان هتلر مؤمنا للغاية بالتطور وداعياً إليه.. وبغض
النظر عن عمق، وتعقيدات هوسه، فإنّه من المؤكد أن كتابه وضع بوضوح عدداً من
الأفكار الارتقائيّة، خصوصًا تلك التي تؤكد الصّراع، والبقاء للأصلح والإبادة
للأضعف وذلك لإنتاج مجتمع أفضل)
قلت: ما دمت قد ربطت جرائم النازية
بنظرية التطور، فستربطها أيضا بجرائم الشّيوعيّة.
قال: كلامك صحيح.. فقد كان الشّيوعيّون من
أشرس المدافعين عن نظريّة داروين، بل إن العلاقة بين الدّاروينيّة والشّيوعيّة تعود
إلى كلا مؤسّسي هذين المذهبين ماركس وإنجيلز، مؤسّسي الشيوعيّة، فكلاهما قد قرآ [أصل
الأنواع] لداروين بمجرد أن ظهر، وأُذْهِلَا بموقف المادّيّة الجدليّة.
والشّيوعيّون الرّوس الذين ساروا على
خطوات ماركس وإنجيلز، مثل بليخانوف،
نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 165