نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 171
أعطينا الفرصة لزوج واحد من الذباب
المنزلي ليتكاثر دون أن يموت أحد أفراد ذريته لمدة عام، فإنه يمكنه أن ينتج فعليا
كمّا من الذباب يعادل حجم كوكب الأرض كاملا.. ولو نجح بيض أنثى سمك البكلاة الذي
يبلغ تسعة ملايين بيضة في البقاء وإكمال دورة حياته دون أن يحده مفترس، لتحول
البحر فى سنوات قليلة إلى طبقات متراصة من سمك البكلاة تكفي لازحة ماء البحر كله
إلى اليابسة وإغراق الكوكب.
حتى البشر أنفسهم رغم أن معدل زيادتهم
الطبيعية أبطأ من معدلات الزيادة الطبيعية عند بقية الحيوانات باستثناء الفيلة، وبنسبة
تضاعف لعدد السكان كل 25 عاما بناء على معدل النسل، ولو أن معدل الزيادة استمر على
هذا النحو خلال القرنين القادمين لارتفع عدد سكان العالم الي خمسمائة الف ميلون
نسمة، غير أننا فى حقيقة الأمر نجد أن تعداد الأنواع يتسم بالثبات بوجه عام.
انطلاقا من هذا كله، فإن قانون السلسلة
الغذائية بالغ الأحكام بدرجة يستحيل بها أن يصور كأنه نتاج عفوي، ذلك أن أي خلل فيه
قد يعنى فناء السلسلة وانهيارها كليا.
سكت قليلا، ثم قال: هل يمكن أن تتصوروا
إمكانية امتلاك الكائنات الحية وعيا وإدراكا يمكنها من فهم مفردات النظام الذي
يمثلون جزءا ضئيلا جدا من أجزائه..وهل يملك مبدأ سباق التسلح والصراع من أجل
البقاء إدراكا لاحتواء وصنع هذا النظام؟
الحقيقة التي تبدو بديهة عقلية هي أن
هذا النظام لابد أن نتاجا لتحكم خارجي قدير، خلق فيه كل نوع بقدر قدر فى عمره،قدر
في دورة حياته، وقدر في عدد نسله، وقدر في مصادر غذائه من الأنواع الأخرى، أو كونه
خلق أصلا ليكون غذاءا لأنواع أخرى.
إن ما نراه فى الحياة ـ سيداتي سادتي ـ
ليس مبدأ الصراع من أجل البقاء، كما ينص التطوريون.. بل هو مبدأ التوازن المحكم
الذي يقول به الخلقيون.. فالنظام المعقد يستحيل أن يقوم على العشوائية والصدفة
ومثل تلك القوانين.
نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 171