نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 175
ذكرني قوله هذا بقول [ريتشارد دوكنز]: (نظرية
داروين تحتاج كل فترة قصيرة للذود عنهـا)، فقال لي: صدق خاطرك.. فدوكيز عبر عن مدى
ضعف هذه النظرية، ولولا ذلك لما احتاجت كل مرة للدفاع عنها، ولما اختلف فيها
العلماء أنفسهم.
تعجبت من قوله هذا، وكيف قرأ ما ورد على
بالي، فقلت: عجبا.. كيف عرفت ما ذكرته في نفسي؟
قال: عندما تخليت عن تلك الرؤية المادية
للكون والحياة والإنسان، أعطاني الله من فضائل الحياة وطاقاتها ما لم يكن يخطر على
بالي.. فالحياة أعظم من أن تختصر فيما نراه من أشياء.. إنها معان سامية، وقيم
رفيعة، وأخلاق عالية.. وهذه هي معاني القوة الحقيقية التي غفلت عنها نظرية
أصحابنا.
شعرب برغبة كبيرة في أن أستفيد المزيد
من علمه وتجربته، فقلت: وماذا فعلت بعد أن تبت من نظرية التطور، أو تخلصت منها؟
قال: لقد رحت أتابع سلوك الحيوانات..
فوجدت العجب العجاب.. فكل حيوان يصيح بملء فيه بكذب نظرية التطور، وكل المقدمات
التي بنيت عليها، وكل النتائج التي نتجت عنها.
قلت: فهلا ضربت لي مثالا على ذلك.
قال: من الأمثلة على ذلك أن ذكر البطريق
وأنثاه يقومان بحراسة عشهما حتى الموت.. فالذكر يسهر على رعاية الفرخ بين ساقيه
طيلة أربعة أشهر متصلة، ولا يستطيع طيلة هذه الفترة أن يتناول شيئاً من الغذاء..
أمّا الأنثى، فتذهب إلى البحر لتجلب الغذاء، وهي تجمعه في بلعومها، وتأتي به إلى
فرخها.. وكلاهما يبدي تفانيا كبيرا من أجل فرخهما.. ولولا الرحمة التي أودعها الله
في قلوبهما ما كان لهما أن يسلكا هذا السلوك الذي يتنافى تماما مع أكذوبة الصراع
من أجل البقاء.
نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 175