نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 176
قلت: لك الحق في ذلك.. فهلا ضربت لي
مثالا آخر.
قال: أجل.. لك ذلك.. فلا يسرني شيء
مثلما يسرني الحديث عن ذلك..
ثم سرح بذهنه قليلا، ثم قال: لاشك أنك
تعرف أن التمساح من الحيوانات المتوحشة، وربما يعتبره التطوريون من أحسن الأمثلة
عن نظريتهم في الصراع.. لكنا إن تأملنا الرعاية التي يوليها لأبنائه، نمتلئ حيرة وعجبا..
فعندما تخرج التماسيح الصغيرة بعد فقس البيض تقوم الأم بجمعها في فمها حتى تصل بها
إلى الماء، ثم تعكف على رعايتها وحملها حتى تكبر ويشتد عودها وتصبح قادرة على
مواجهة المصاعب بنفسها، وعندما تشعر التماسيح الصغيرة بأي خطر تلوذ بالفرار ملتجئة
إلى فم أمّها، وهو الملجأ الأمين بالنسبة إليها.
التفت إلي، وقال: إن هذا السلوك يثير
الاستغراب والعجب.. خاصة إذا علمنا أن التماسيح حيوانات متوحشة، والمنتظر منها أن
تأكل أبناءها وتلتهمهم لا أن ترعاهم وتحميهم.
قلت: أجل.. ما ذكرته صحيح.. فهلا ضربت
لي مثالا آخر.
قال: أجل.. هناك بعض الأمهات من
الحيوانات تترك القطيع الذي تعيش فيه لترضع أولادها، وتظل ترضعه حتى يشبع، معرّضة
حياتها لخطر جسيم.. مع أنه من المعلوم أن الحيوانات تهتم بأولادها الذين ولدوا
حديثا، أو الذين خرجوا من البيض لمدة طويلة تصل إلى أيام أو أشهر أو حتى بضع سنين،
فتوفر هذه الحيوانات لصغارها الغذاء والمسكن والدفء، وتقوم بالدفاع عنهم من خطر
الأعداء المفترسين.
قلت: أجل.. فهلا ضربت لي مثالا آخر.
قال: لقد رأيت من خلال بحوث كثيرة أن أغلب
أنواع الطيور يقوم بتغذية صغاره من 4 ـ 20 مرة في الساعة خلال اليوم الواحد.. أمّا
إناث اللبائن فأمرها مختلف إذ يحتم عليها
نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 176