نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 177
أن تتغذى جيدا عندما ترضع صغارها حتى
توفر لهم اللبن الكافي، وطيلة هذه الفترة يزداد الرضيع وزنا بينما تفقد الأم الكثير
من وزنها.
قلت: لقد وعيت كل ما ذكرت.. ولكن ألا
ترى أن ذلك قد لا يتنافى مع نظرية التطور.. فالأم تمارس هذا النوع مع أولادها..
وأولادها يشكلون امتدادا لنوعها.
ابتسم، وقال: هذا من الخدع التي يمارسها
أصحابنا التطوريون، وهو يتنافى مع تصوراتهم المادية ذلك أن أمثال هذه القيم
الرفيعة لا يمكن تفسيرها ماديا.
قلت: ماذا تعني؟
قال: من الطبيعي والمتوقع من الناحية
المادية البحتة أن تهمل الحيوانات غير العاقلة صغارها، وتتركها وشأنها لأنها لا
تفهم معنى الأمومة أو العطف، ولكنها على العكس من ذلك تتحمل مسؤولية رعايتها
والدفاع عنها بشكل عجيب.
قلت: ربما يكون ذلك مخزنا في بعض
جيناتها، فهي تتصرف على أساسها.
قال: قد أسلم لك جدلا بما ذكرت.. بل قد
خطر لي في البداية ما ذكرت.. لكني بعد متابعتي لسلوك الحيوانات رأيت أن رحمتها تلك
ليست قاصرة على أولادها.. بل إن عطفها ورحمتها قد تبديها إزاء الحيوانات الأخرى،
أو الأفراد الآخرين الذين تعيش معهم في المجموعات نفسها.. ويمكن ملاحظة ذلك عندما
تشح مصادر الغذاء، فالمتوقع في مثل هذه الحالات العصيبة أن ينطلق القوي منها ليبيد
الضعيف، ويستحوذ على ما يوجد لديه من الغذاء، غير أن الذي يحدث هو عكس ما يتوقعه
دعاة التطور.
قلت: كيف ذلك.. إن هذا لعجيب.. أول مرة
أسمع بهذا.
قال: من الأمثلة على ذلك.. والتي ذكرها
دعاة نظرية التطور أنفسهم أن النمل يبدأ بتناول ما ادخره عندما تشح مصادر الغذاء،
بينما تبدأ الطيور بالهجرة بشكل جماعي إلى مكان آخر.. وعندما يكون عدد كبير من
القنادس في نهر، تتوجه القنادس الشابة إلى الشمال،
نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 177