نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 178
والكبيرة في السن إلى جنوب الأنهار.
قلت: لقد ذكرني قولك هذا بقول زميل لي
هو [جون ماينيرد سميت]، وهو من التطوريين المشهورين.. فقد سمعته مرة يوجه سؤالا
لأقرانه في يتعلق بهذا النوع من السلوك لدى الحيوانات، ويقول لهم: (إذا كان
الانتخاب الطبيعي يعني اختيار الصفات الصالحة للكائن الحي، والتي تضمن له بقاءه
وتكاثره، فكيف يمكن لنا أن نفسر صفة التضحية لدى بعض الحيوانات؟)
قال: أجل.. فالذي يتابع سلوك الحيوانات
بدقة لا يجد منافسة أو مزاحمة بين الحيوانات من أجل الغذاء، بل بالعكس يمكن مشاهدة
نماذج عديدة لتعاونها وتضحياتها حتى في أقسى الظروف.. فهي تعمل في أحيان كثيرة على
التخفيف من وطأة الظروف وقسوتها.
سكت قليلا، ثم قال: بالإضافة إلى ذلك
كله.. فإن هناك مسألة يجب أخذها بعين الاعتبار، وهي أنه لا يوجد بين هذه الكائنات من
يملك القدرة على التفكير لكي يتخذ هذه القرارات، وينشئ هذا النظام.. فكيف يمكن
تفسير تجمع هذه الحيوانات في مجموعات، وتعيين هدف واحد مشترك، وعملها مجتمعة
لتحقيق هذا الهدف المشترك؟
قلت: لكن ما السبب الذي جعل العلماء
القائلون بنظرية التطور يغفلون عن مثل هذه المشاهد؟
قال: لقد ذكر بعض أصدقائي، وهو [جمال
يلدرم] ذلك، فقال: (إن الأسباب التي جعلت داروين وغيره من رجالات العلم في عصره
يصورون الطبيعة على أنها تمثل مسرحا للحرب بين الأحياء، يمكن إجمالها في أن رجال
العلم في القرن التاسع عشر كانوا يقبعون في مختبراتهم، أو أماكن عملهم لمدة طويلة،
ولا يدرسون الطبيعة ميدانيا، ولهذا ذهب خيالهم ببساطة إلى الاستسلام لفكرة كون
الكائنات الحية في حالة حرب صامتة فيما بينها)
نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 178