responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 179

أما [بتركروبوتكين]، وهو من المؤمنين بنظرية التطور، فقد ذكر الخطأ الذي وقع فيه داروين ومؤيدوه قائلا: (داروين ومؤيدوه عرّفوا الطبيعة على أنها مكان تخوض فيه الكائنات الحية حروبا مستمرة فيما بينها.. ويصور هاكسلي عالم الحيوان باعتباره حلبة مصارعة تقوم فيه الحيوانات بصراع مرير فيما بينها، وتكون الغلبة من بينها للذكي والسريع، وهو الذي يستطيع العيش ليبدأ في اليوم التالي صراعا جديدا.. وهكذاويتبين لنا منذ الوهلة الأولى أن وجهة نظر هكسلي بشأن الطبيعة ليست علمية)

وهذه الشهادات وغيرها كثير يدل على عدم استناد نظرية التطور إلى ملاحظات علمية، ذلك أنه يغلب على دعاتها التزمت الفكري من خلال تحليل بعض الظواهر الموجودة وفقا لهواهم، مع أن الحقيقة هي أن الحرب التي يدعي داروين انتشارها في أرجاء الطبيعة ليست سوى خطأ كبير، حيث لا نجد الأحياء التي تكافح من أجل البقاء فقط، بل نجد أيضا كائنات حية تبذل تعاونا ملحوظا نحو الكائنات الحية الأخرى.. والأعجب من هذا أنها تؤثرها أحيانا على نفسها.. ولهذا نرى دعاة التطور عاجزين عن تفسير ظواهر الإيثار.

قلت: صدقت في كل ذلك، وقد ذكرني حديثك هذا بما ورد في مقال صادر في إحدى المجلات العلمية، فقد جاء فيه: (المشكلة تكمن في السبب الذي من أجله تتعاون الكائنات الحية، وبالنسبة إلى نظرية داروين فهي تقول: إنه ينبغي على كل كائن حي أن يكافح من أجل البقاء والتكاثر.. ومعاونة باقي الكائنات الحية يقلل من فرص نجاح ذلك الكائن الحي في البقاء، وعلى هذا الأساس ينبغي أن يُزال هذا النمط السلوكي عبر التطور، ولكن الملاحظ أن الإيثار لا يزال موجودا في سلوك الكائنات الحية)

***

بعد أن منّ الله علي بكل أولئك الرسل الذين أرسلهم لي، ليبينوا لي من أسرار الحياة ماكنت غافلا عنه، رحت أجلس مع عقلي المجرد عن كل هوى لأبحث عن الحقيقة التي

نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 179
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست