نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 219
التفت إلي، وقال: فكيف أصبحت الأرض تفيض
فجأة بمثل هذا العدد الكبير من أنواع الحيوانات؟.. وكيف يمكن أن تكون هذه الأنماط
المتميزة من أنواع الأحياء قد ظهرت دون وجود سلف مشترك؟
قلت: حقا.. هذه تساؤلات مشروعة.
قال: لكنها ما زالت تبحث عن إجابة لدى
دعاة التطور.. وقد قام عالم الحيوان [ريتشارد دوكنز] أحد أكبر أنصار الفكر التطوري
في العالم، بالتعليق على هذه الحقيقة التي تبطل الجذور الأساسية لكل الحجج التي
كان يدافع عنها بقوله: (على سبيل المثال، تعتبر طبقات الصخور الكامبرية أقدم
الطبقات التي وجدنا فيها معظم مجموعات اللافقاريات الأساسية.. ولقد عثرنا على
العديد منها في شكل متقدم من التطور في أول مرة ظهرت فيها.. ويبدو الأمر وكأنها
زرعت لتوها هناك دون أن تمر بأي تاريخ تطوري.. وغني عن القول أن مظهر عملية الزرع
المفاجئ هذا قد أسعد المؤمنين بالخلق)
التفت إلي، وقال: انظر كيف اضطر [داوكنز]
للاعتراف بأن الانفجار الكامبري دليل قوي على الخلق، لأن الخلق هو الوسيلة الوحيدة
لتفسير ظهور الحياة على الأرض في شكل كامل.
ومثله شهد آخر بقوله: (إما أن تكون
الكائنات الحية قد ظهرت على وجه الأرض وهي كاملة التطور وإما أنها لم تظهر.. وإذا
لم تكن قد ظهرت في شكل كامل التطور، فلابد أنها قد تطورت من أنواع كانت موجودة من
قبل عن طريق عملية تحور ما.. وإذا كانت قد ظهرت في شكل كامل التطور، فلا بد أنها
قد خلقت بالفعل بواسطة قوة قادرة على كل شيء)
بل إن داروين نفسه أدرك احتمال حدوث ذلك
عندما كتب يقول: (إذا كانت الأنواع الكثيرة، التي تنتمي إلى نفس الأجناس أو
الفصائل، قد دبت فيها الحياة فجأة، فستمثل هذه الحقيقة ضربة قاتلة لنظرية انحدار
الأنواع بالتحور البطيء من خلال الانتقاء الطبيعي)
نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 219