نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 253
بعدها مررنا على قفص خاص بالكنغر، فقال
لنا المرشد: هذا الحيوان من الحيوانات الغريبة التي خلقها الله لتدل على بديع
صنعته، وكونه فعالا ما يشاء.. وهو بشكله هذا وما ميز به من خصائص يهدم نظرية
التطور وكل التصورات المادية للحياة..
ففي بطن هذا الحيوان منطقة تعرف باسم [الكيس]
فيه تغذي أنثى الكنغر صغيرها وتحميه وتعتني به.. انظروا إلى صغير الكنغر وقد أخرج
رأسه من جيب أمه التي تضعه داخله، إنه يخرج من رحمها، وطوله لا يتعدى 1 سم، أي لم يكتمل
نمو أعضائه بعد..
ويوجد داخل كيس الأم أربعة أنواع من
الأثداء، واحد منها ينتج حليبا للمولود الجديد حسب قوامه وحرارته، أما بقية
الأثداء فهي تنتج الحليب للمولود الذي يكون قد اشتد عوده قليلا.. ويبدأ خلال
أسابيع برضع الثدي الذي يناسب سنه، وكلما كبر يمر إلى الثدي الذي يليه.. وهذا عجيب
جدا، فكيف يميز صغير الكنغر الذي يبلغ طوله 1 سم؟.. وكيف توفر الأم حليبا مختلفا
في كل ثدي؟
ثم قال لنا: إن الحليب الذي يشربه صغير
الكنغر من الثدي أكثر حرارة مقارنة بالحليب الذي يخرج من بقية الأثداء، كما أن
القيمة الغذائية تختلف أيضا.. فكيف تسخن الأم حليبها؟ وكيف تفرز الحليب حسب قيمته
الغذائية داخل أثدائها؟.. انتبهوا ولا تنسوا، إن من يقوم بهذا العمل ليست أنثى
الكنغر فهي لا تعي حتى بما يوجد بداخلها من أنواع الحليب، إذ لا يمكنها ضبط حرارة
حليب كل ثدي من أثدائها، كما أنها لا تعرف ضبط خصوصية كل نوع من أنواع الحليب، فهي
ـ كما ترون ـ كائن ضعيف تعيش كما أمرها الله تعالى، والله تعالى هو الذي أوجد فيها
ما يحتاجه صغارها.. فالله الرحمن الرحيم هو الذي وضع الحليب في أفضل مكان ببطن
الأم.
ثم قال لنا: يقضي صغير الكنغر ستة أشهر
ونصف متواصلة داخل كيس الأم دون أن يخرج، ثم يقضى ثمانية أشهر تارة خارج جيب الأم
وتارة داخله، ثم بعد ذلك يعيش خارج
نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 253