نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 279
عالم مجهول، تاركين تجارتهم الممتدة
إلى ماوراء البحار..
قلت: صدقت في ذلك، وقد قال الأستاذ [وينوود
ريد] يذكر هذا المعنى: (إنه لأمر هام يدعونا إلى التفكير فيما إذا كانت لنا علاقة
شخصية مع الإله؟ هل هناك عالم غير عالمنا هذا؟ وهل سوف نلقى جزاء أعمالنا في ذلك العالم؟
إن هذا السؤال ليس بعقدة فلسفية عظيمة فحسب، وإنما هو في نفس الوقت أعظم أسئلتنا
العملية أيضا.. إنه سؤال تتعلق به مصالحنا الكثيرة؛ فحياتنا الراهنة قصيرة جدا،
أفراحها عادية موقوتة، إذ أننا عندما نظفر بما نحلم به، يفاجئنا الموت، ولو
استطعنا الاهتداء إلى طريق خاصة تجعل أفراحنا دائمة وأبدية، فلن يرفض العمل به أحد
غير البله والمجانين منا)
لكن الكاتب نفسه يستطرد فينكر ذلك
المطلب النفسي الكبير من أجل أمور لاوزن لها ولاقيمة؛ فهو يقول: (إن هذه العقيدة
كانت معقولة جدا حين كنا لانبحث جوانبها بعمق وجد.. ولكن بعد هذا البحث اتضح لنا
أنها أمر سخيف، ويمكن اثبات سخافته بسهولة، فالفلاح المحروم العقل الجاهل لايتحمل
مسؤولية خطاياه، وسيدخل الجنة، ولكن العباقرة مثل (جوته)، و(روسو)، سوف يحترقون في
نار الجحيم؛ فلأن يخلق الإنسان محروم العقل خير له من أن يكون من أمثال جوته وروسو!!
ان هذا الكلام تافه وسخيف)
قال صديقنا المؤمن: ما أشبه ما قاله [وينوود
ريد] بالموقف الذي اتخذه [اللورد كلوين] تجاه التحقيق العلمي الذي قام به [ماكسويول]؛
فقد زعم اللورد أنه لايستطيع أن يفهم نظرية ما إلا بعد وضع نموذجها الميكانيكي،
وبناء على هذا الفرض أنكر نظرية ماكسويل عن البرق والمغناطيس، لأنها لم تحل في أحد
نماذج اللورد المادية..
إن مثل هذه المواقف والادعاءات الخرافية
أصحبت غريبة في عالم الطبيعة الحديثة.. وقد تساءل العالم الكبير [سوليفان] قائلا: (كيف
يروق لأحد أن يدعي أن الطبيعة لابد أن تكون كما يضعها مهندس القرن التاسع عشر في
معمله؟)
نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 279