نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 285
إن الحياة (الآخرة) ذات هدف عظيم هو
المجازاة علي أعمال الدنيا، خيرا أو شرا، سواء كان نية أو قولا أو فعلا.
قال صديقنا الفلكي الذي كان حاضرا معنا
ذلك المجلس: نعم.. إن كل ما تذكره من هذا صحيح.. والعلم الآن يسير نحو إثبات هذا..
فأعمال كل إنسان تحفظ وتسجل بصفة دائمة، وبغير توقف، بأبعادها الثلاثة، من النية،
والقول، والعمل.
فهذه الأبعاد الثلاثة تسجل بأكملها، فكل
حرف يخرج من لساننا، وكل عمل يصدر عن أي عضو من أعضائنا يسجل في الأثير؛ ويمكن
عرضه في أي وقت من الأوقات بكل تفاصيله، لنعرف ـ إذا شئنا ـ كل ما قاله أو فعله أي
إنسان في هذه الحياة.
إن الأفكار تخطر علي بالنا، وسرعان ما
ننساها، ويبدو لنا أنها انتهت، فلم يعد لها وجود ولكنا، بعد فترة طويلة، نراها رؤى
خلال النوم، أو نذهب نتكلم عنها في حالات الهستريا أو الجنون، دون أن ندري شيئا
مما نقول.
وهذه الوقائع تثبت قطعيا أن العقل أو
الحافظة ليست تلك التي نشعر ونحس بها فحسب، وإنما هناك أطراف أخرى من هذه الحافظة
لا نشعر بها، وهي ذات وجود مستقل، وذات كيان قائم بنفسه.
قال صديقنا عالم النفس: أجل.. لقد أثبتت
التجارب العلمية أن جميع أفكارنا تحفظ في شكلها الكامل، ولسنا قادرين علي محوها
أبدا.
وأثبتت هذه التجارب أيضا أن الشخصية
الإنسانية لا تنحصر فيما نسميه (الشعور)، بل هناك أجزاء أخري من الشخصية الإنسانية
تبقي وراء الشعور، يسميها فرويد: (ما تحت الشعور)، أو (اللاشعور). وهذه الأجزاء
تشكل جانبا كبيرا من شخصيتنا، بل هي الجانب الأكبر منها ؛ ومثلها كمثل جبل من
الجليد في أعالي البحار، أجزاؤه الثمانية مسكنة تحت الماء، علي حين لا يطفو منه
إلا الجزء التاسع، وتلك هي ما نسميه: (تحت الشعور)، الذي
نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 285