نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 286
يسجل ويحفظ كل ما نفكر فيه، أو ننتويه.
لقد سلم علماء النفس بهذه النظرية بصفة
عامة اليوم، ومعناها أن كل ما يخطر علي بال الإنسان من الخير والشر، ينقش في صفحة
اللاشعور، فلا يزول إلي الأبد، ولا يؤثر فيه تغير الزمان وتقلب الحدثان، ويحدث هذا
على رغم الإرادة الإنسانية ـ طوعا أو كرها.
قال: لو قارنا هذا الواقع مقرونا إلي
نظرية الآخرة لاستطعنا أن نصل إلى حقيقتها بسرعة، إن هذا الواقع يؤكد بكل صراحة
إمكان وجود سجل كامل لأعمال الإنسان في حيازته، وعندما يبدأ حياته الأخرى، فإن
وجوده نفسه سوف يشهد علي الأعمال والنيات التي عاشها.
لقد نص القرآن الكريم على هذه الحقيقة،
قال تعالى:﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ
نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ﴾ (قّ:16)
والأقوال مثل النيات، فجميع ما نلفظه من
كلام، حسنا كان أو قبيحا، حمدا أو سخطا؛ سواء استعملنا اللسان في إبلاغ رسالة
الحق، أو استعملناه في إبلاغ رسالة الشيطان، كل ذلك يحفظ في سجل كامل، قال
تعالى:﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾
(قّ:18)، وهذا السجل سوف يعرض أمام محكمة ليتم حساب الإنسان.
قال صديقنا الفلكي: إن إمكان وقوع هذا
لا ينافي العلم الحديث، فنحن نعرف قطعا أن أحدا عندما يحرك لسانه ليتكلم، يحرك
بالتالي موجات في الهواء، كالتي توجد في الماء الساكن عندما نرمي فيه بقطعة من
الحجر.
ثم إن آلاف المحطات الفضائية في العالم
تذيع برامج كثيرة ليل نهار، وتمر موجات هذه البرامج في الفضاء، بسرعة 186.000 ميلا
في الثانية، وكان من المعقول جدا عندما نفتح المذياع أن نسمع خليطا هائلا من
الأصوات لا نفهم منه شيئا، ولكن هذا لا يحدث، لأن جميع محطات الإذاعة ترسل برامجها
على موجات يختلف طولها، فمنها ما يرسل
نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 286