نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 287
برامجه علي موجات طويلة؛ ومنها ما يرسل
موجات قصيرة، ومتوسطة.
وهكذا تمر هذه البرامج في الفضاء بموجات
مختلفة طولا، فتستطيع أن تسمع أية موجة من المذياع، بمجرد أن تدير عقربه إلي
المكان المطلوب.
إن علماءنا لم ينجحوا في اختراع آلة
تفرق بين أصوات الزمن القديم، ولولا ذلك لكنا قد سمعنا تاريخ كل عصر وزمان
بأصواته، وبناء على هذا يثبت إمكان سماع الأصوات القديمة في المستقبل، فيما لو
نجحنا في اختراع الآلة المطلوبة؛ ومن ثم لا تبقي نظرية الآخرة بعيدة عن القياس،
وهي القائلة بأن كل ما ينطق به الإنسان يسجل، وهو محاسب عليه يوم الحساب.
إن مناقشتنا لجوانب المسألة لا تنفي
وجود مسجلين غير مرئيين، ينقشون علي صفحة الفضاء كل ما ننطق به من الكلام، وهو ما
يصدق قول الله تعالى:﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ
عَتِيدٌ﴾ (قّ:18)
قلت: لم يبق لك إلا أن تبرهن لنا على
حفظ العلم كما برهنت على حفظ النية والقول.. فهل تراك ستستدل لهذا من القرآن، أم
من العلم الحديث.
قال: من كليهما.. فالقرآن كلام الله..
والعلم هو الحقائق التي ينطق بها الوجود.. ويستحيل على الوجود أن يخالف ما يقوله بارئه.
قال صديقنا الفلكي: صدقت في ثقتك بكلام
ربك.. فمعلوماتنا الكونية في هذا الصدد تصدق بصورة مدهشة إمكان ما تذكره من ذلك..
فالعلم الحديث يؤكد بأن جميع أعمالنا، سواء أباشرناها في الضوء، أم في الظلام،
فرادي، أم مع الناس، كل هذه الأعمال موجودة في الفضاء في حالة الصور، ومن الممكن
في أي لحظة تجميع هذه الصور، حتى نعرف كل ما جاء به إنسان من أعمال الخير والشر
طيلة حياته.
فقد أثبتت البحوث العلمية أن كل شيء حدث
في الظلام أو في النور، جامدا كان أو
نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 287