responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 36

قلت: هذه تجربة مهمة.. ويمكن أن تكون منطلقا لأبحاث أخرى تستطيع أن تواجه الرؤية الإيمانية التي تفترض وجود الخالق.

ابتسم، وقال: لقد كان هذا هو الموقف الذي وقفه كل الماديين عندما سمعوا بالتجربة، أو أعادوا تكرارها.. ذلك أنها كانت بمثابة قشة الغريق للفكر الالحادي، حيث تم الاحتفاء بها، واعتمادةا كنموذج عملى لمحاكاة ظروف خلق الحياة الأولى.

قلت: هي بالفعل كذلك.. فلم هذا التشاؤم؟

قال: أنا لا أتفاءل، ولا أتشاءم، ولكني أحترم عقلي.. فالتجربة كانت مليئة بالثغرات التي تجعل منها مجرد محاولة يائسة، لا قيمة لها من الناحية العلمية.

أول الإشكاليات التي تطرحها التجربة، والفرضية المرتبطة بها هي أن معطيات الافتراض والتجربة كانت انتقائيه بامتياز، وغير ممثلة للظروف الحقيقيه لجو الأرض البدائى.. ذلك أن [أوبارين]، وهو أول من اقترح جو الأرض البدائية المختزل المكون من الماء، والميثان، والأمونيا، والهيدروجين، أتي من كونه مختصا بعلوم الكيمياء، ولذلك راح يختار هذه العناصر بالضبط، وليس من معطيات حقيقيه متوفره عن جو الأرض البدائى.

وبناء على ذلك راح يقوم بتوليف المركبات الأولية القادره على إنتاج حساء عضوي، مع ضرورة استبعاد الأكسجين أوالمركبات المؤكسدة من الخليط.

قلت: هل تقصد أنه لم يكن هناك أي حساء بدائي للحياة على الأرض؟

قال: أجل.. فبعد بعد مضي سنوات من تجربة ميلر التى حاكى فيها ظروف أوبارين المقترحه، بيّن التحليل الجيوكيميائى الدقيق أن الجو الذي ساد على الأرض لم يكن مختزلا كما افترض لتكوين الحساء البدائى للحياة، وأن مثل هذه الأجواء المختزلة، إذا كانت موجودة فى أي وقت مضى، فإنها لم تدم طويلا.

نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 36
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست