نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 41
لكنه بدل أن يقر بنظرية الخلق الإلهي
للحياة، راح يقترح بأن الحياة نشأت في الفتحات الحرارية المائية تحت سطح البحر..
ولم يكن قصده من ذلك إلا الخروج من الأزمه التي يوقع فيها التخلي عن الحساء
البدائي، مع أنه لا يقوم على دعم ما ذكره أى دليل.
***
بينما كنت مع [جيفري بادا] منشغلين بتلك
الأحاديث العلمية الراقية إذ جاء تلميذ من تلاميذه يحمل كتابا بيده، وهو يقول: هل
سمعت أستاذنا ما ذكره [كارل بوبر] في هذا الكتاب، فقد قال: (التقدم العلمى غير المسبوق
فى البيولوجيا جعل مشكلة أصل الحياة لغزا أكبر مما كان عليه قبل ذلك، فقد اكتسبنا
مشاكل جديدة وأكثر عمقا)
قال جيفري: صدق [كارل بوبر] في قوله
هذا.. فقد كان القدماء يؤمنون بالتوالد الذاتي، وهو ما جعلهم لا يقعون في الكثير
من الإشكالات التي نقع فيها اليوم.. أما في زماننا هذا، وبعد إدراكنا لأسرار
الحياة، فإن الأمر صار أشد تعقيدا، وأكثر غموضا.
قال التلميذ: ولكن العلماء استطاعوا أن
ينتجوا أحماضا أمينية ضمن بيئة معينة.. أفلا يكون ذلك اكتشافا لأصل الحياة؟
قال جيفري: لنسلم جدا بأن التجارب التي
أجريت في سبيل تحقيق ذلك نجحت فى توليف الجو الفعلى للأرض، فهل أمكنها فعلا خلق
الحياة؟
سكت التلميذ، فقال جيفري: من المغالطات
التي يوهم بها أنصار النشأة العشوائية عامة الناس وغير المتخصصين هوالقول بأن إنتاج
بعض الأحماض الأمينية يجعل من خلق الحياة أمرا فى حدود الإمكان.
بل يتعمد بعضهم اللجوء إلى تسطيح مستفز
حتى ظن غير المتخصصين أن إنتاج الخلية الحية لا يختلف عن تصنيع قطعة جيلى فى مصنع
حلوى.
قال التلميذ: لكنه لا يمكن أن تقوم
الحياة من دون أحماض أمينية؟
نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 41