responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 61

راح يمسك بقطعة من قطع الأجهزة كانت أمامه، ثم يقول[1]: انظر إلى هذه الدائرة المتكاملة البسيطة.. إنها تتكوّن من ثلاثة ترانزيستورات فقط، علما بأنّ الترانزيستور ما هو إلا وصلتين من أشباه الموصلات، كل وصلة منها مجرد سيلكون مشوب بفلز آخر.. وهذه الدائرة تصنع متكاملة، حيث تطبع مباشرة من السيلكون والشوائب والمواد العازلة، لتخرج في صورة دائرة.

حدق في وجهي، ثم قال: أليس احتمال تكوّن هذه الدائرة في الطبيعة صدفةً، أسهل وأبسط بمراحل من تكوّن الخلية الحيّة بالصدفة؟

قلت: كيف تقول ذلك؟.. هذا مستحيل من الناحية العلمية.

قال: إننا في النهاية لا نتحدث سوى عن بعض الرمل.. فالسيلكون هو المادة الأساسية في الرمل.. وهو يملأ أرجاء الكرة الأرضية.. وملايين السنين كافية وأكثر من كافية لتفعل به المعجزات، تبعا لنظرية الصدفة الخلاقة.. فهل يا ترى تمّ العثور في طبقات الأرض المختلفة على شرائح تحتوي على هذه الدائرة؟

قلت: ذلك غير ممكن.. ما بك يا رجل؟

راح يستأنف حديثه من غير أن يلتفت لكلامي: إن كان تكون الأشياء المعقدة بالصدفة أمرا واردا، فمن المنطقي أن نتوقّع العثور على دوائر أخرى.. وربّما تكون بعض هذه الدوائر قد اتصلت بالصدفة، فكّونت دائرة تجمع خانتين جمعا حسابيا بنظام العد الثنائي.. وباتحاد اثنين منها تكوّنت دائرة تقوم بجمع خانتين ثنائيتين مع الأخذ في الاعتبار باقي جمع خانتين سابقتين.. وبصدف بسيطة أخرى نشأت دوائر الطرح والضرب والقسمة!

صحت فيه ليسمعني: إن ما تقوله هرقطة في ميزان العلم.


[1] استفدنا المادة العلمية الواردة هنا من: كتاب [خرافة دارون: حينما تتحول الصدفة إلى علم]، م. محمد حمدي غانم.

نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 61
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست