نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 62
راح يكمل حديثه من غير أن يلتفت لي: وعلى
مسار آخر، كانت مجموعات من القطع قد اتحدت مع بعضها بالصدفة لتكوين أوّل قلاّب..
وبتواليف منه ظهرت بالصدفة مسجلات القيم.. وبتجمع هذه الأشياء معا ظهرت وحدة
الحساب والمنطق إلى الوجود بالصدفة.. وهكذا أخذت الطبيعة عبر ملايين السنين تكوّن
أول مشغل دقيق في الوجود.. وهكذا استمرت سلاسل الصدف السعيدة بلا كلل ولا ملل عبر
عشرات الملايين من السنين لصنع باقي أجزاء الحاسب الآلي!
لست أدري كيف شعرت بنشوة عند حديثه،
فرحت أدع له الفرصة ليتحدث براحته، راح يقول، وهو سارح في خياله: ليس هذا فقط، فقد
حدث بالصدفة أن وصل سلك هذا الحاسب إلى بركة حمضية تولّدت فيها الكهرباء، فبدأ
عمله.. ومع بعض الصدف الصغيرة، راحت المعلومات تُخزن عشوائيا في ذاكرته، فتكوّن
فيه أوّل نظام، لم يلبث أن تطوّر بالصدفة إلى أوّل ويندوز، ثمّ توالت إصدارات هذا
الويندوز، وظهرت تطبيقات المكتب وبرامج عرض الصور والأصوات والأفلام، ثم ظهرت
تطبيقات الرسوم المجسمة، وبدأت تصنع بالصدفة نماذج أفلام ثلاثية البعد فيها نباتات
وحيوانات وبشر.
ثمّ تطوّرت لغات البرمجة على ذلك
الكمبيوتر، وبدأت تتحوّل بالصدفة إلى لغات ذكاء صناعيّ!
وعلى مسار آخر، كانت تتطوّر آلات ومحركات،
فاستخدمها برنامج الذكاء الصناعي ليصنع الإنسان الآلي، الذي استغل ذكاءه وبراعته
الكيميائية لتخليق أوّل خلية حيّة معملية، وصنع نماذج النبات والحيوان والإنسان
التي أنتجتها برامج الرسوم المجسمة، ليجعل من الكرة الأرضية مكانا أجمل!
وفي مسار آخر، كان واحد من الأناس
الآليين يفكّر أنّه لا يمكن أن يكون قد جاء إلى الوجود بالصدفة، فاخترع فكرة
الصانع الأوّل، وعلّمها لبعض الكهان، قبل أن تحلّ كارثة
نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 62