نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 76
التطور ومعارضيها، إذ حين يقدم البعض
أدلة صحيحة على التطور كظهور فيروس الأنفلونزا الجديد، يمتعض الآخرون، ويأخذون
بنقد جوانب أخرى للنظرية تفترض الأصل المشترك للإنسان أو كل الأحياء.
وقد عبر عن هذا الخلط [مايكل بيهي]
بقوله: (الدارونية الحديثة فسرت التطور الدقيق بشكل رائع، لكن عند الحديث عن
التطور الكبير فعلى التطوريون أن يصمتوا)
وهذه المقولة هي واقع الحال في معظم
الخلافات الني نراها، فالمؤمن ينتقد التطور الكبير فيرد عليه الملحد بأدلة على
التطور الدقيق، ولذلك لا يصلون لأي نتيجة.
ولهذا ذكر [نيكولاس كومنينلس]، الأستاذ
بجامعة ميزوري ـ كنساس، في كتابه [Darwin's Demise]، أنه من الأخطاء الشائعة في
الاستدلال العلمي استخدام التكيُّفات الملحوظة في التطور الصغير لافتراض صحة
التطور الكبير، والانتقال من نوع إلى نوع آخر.
وكمثال على ذلك التحايل والخداع قام أحد
أشهر المواقع المؤيدة للتطور (Talk origins) بإيراد أكثر من عشرين حالة
ادّعى فيها الموقع رصد الانتواع بالفعل (أي الانتقال من نوع إلى نوع)، لكن قام
الجيولوجي الأمريكي كيسي لَسكين بفحصها جميعًا، فتبيّن له أن هذه الادّعاءات غير
صحيحة على الإطلاق، وأنه في الحقيقة ليس هناك حالة واحدة من الحالات المذكورة حدث
فيها التطور الكبير الذي يتسبب في ظهور نوع جديد، بل كانت جميع التغيّرات على
مستوى النوع الواحد فحسب.
وفي تجربة ملفتة، قام الباحث التطوري
بجامعة ميتشيجن الأمريكية، ريتشارد لينسكي، برصد علامات التطور في البكتريا لمدة
20 سنة بتعقب 40،000 جيلًا من البكتيريا، وفي النهاية أقرّ أنه لم يكن هناك تغيّر
جين واحد مفيد أو بنّاء طوال هذه المدّة.
وقد علّق أستاذ علم الجراثيم بجامعة
بريستول البريطانية [آلان كلينتون] على ذلك متسائلًا: (ولكن أين هو الدليل
التجريبي؟ لا يوجد ادّعاءٌ في الأدبيات العلمية أن نوعًا من
نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 76