نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 182
وهو نموذج لا
علاقة له ببداية الكون، ذلك أن الزمن الذي أثبته قبل الانفجار العظيم، (زمن
تخيّلي)، وقد افترضه (هاوكنج) لتصحّ معادلاته دون أن يرى له حقيقة، وكانت غايته
تلافي المفردة التي نشأ منها كوننا، ولذلك اعترف بقوله: (عندما يعود المرء إلى الزمن الحقيقي الذين نعيش فيه، ستظل هناك مفردات)[1]
وهذا السلوك
يمارسه الفيزيائيون عادة كسلوك افتراضي غير حقيقي، كما عبر عن ذلك الفيزيائي [جون
برّو] بقوله: (من دأب الفيزيائيين الذين يعمدون كثيرًا إلى تحويل الزمن إلى مكان
لمعالجة بعض إشكالات ميكانيكا الكم، دون أن يتصوّروا أنّ الزمن هو في الحقيقة مثل
المكان. وفي نهاية الحساب، يعودون إلى التفسيرات الاعتيادية للوجود على أنه بعد
زمني واحد وثلاثة أبعاد للمكان)[2]
ومن الأمثلة
على هذا النوع من الاستعمال ما قام به عالم الكيمياء [ويليام هـ. ملر] سنة 1969م عندما استعمل الزمن التخيلي
لفهم ديناميكية التفاعلات الكيميائية، ونال بذلك مجدًا علميًا، دون أن يتحوّل
الزمن التخيّلي عنده إلى حقيقة موضوعيّة.
وهكذا؛ فإن فإن
ما قام به (هاوكنج) هو أنه تخلّص من المفردة التي تمثّل فيزيائيًا بداية المكان
والزمان ليصبح تاريخ بداية الزمان كقاعدة ناعمة وليس كنقطة كما في النماذج
الكلاسيكية، وبذلك لا توجد للبداية نقطة أولى! وهو تصوّر رياضي لا يمكن نقله إلى
الواقع، أو بعبارة (فلنكن): مجرّد (ملاءمة حاسوبية)[3]
ولذلك قال
الفيزيائي [دافيد بارك]: (من السهولة المخادعة تصوّر أحداث قبل الانفجار العظيم.. لكن لا سبيل البتّة في الفيزياء لأن يكون لهذه التصوّرات معنى)[4]
[1] Stephen Hawking, A Brief History of Time, p. 139..
[2] John D. Barrow, Theories of Everything (Oxford: Clarendon, 1991), pp.66-67.
[3] Alexander Vilenkin, Many Worlds in One: The Search for Other
Universes (New York: Hill and Wang, 2006), 182.
[4] David Park, “The
Beginning and End of Time in Physical Cosmology,”
in The Study of Time IV, ed. J. T. Fraser, N. Lawrence, and D. Park (Berlin:
Springer Verlag, 1981),
pp.112-113.
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 182