نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 220
للاختزال، ومن
ثم تعجز الرؤية التطورية التدرجية التراكمية عن تفسيرها.
وهي تحصر دورها
في وصف حقيقة الحياة كما هي، وتزيل عنها الرؤية التطورية الخرافية.. وترى كل نوع
من الأنواع عالما قائما بذاته، لم يتطور من غيره، ولم ينشأ عنه.. وهي لذلك تفسر خلق
الأنواع الحية بكونها تمت من قِبل مصمم ذكي، ولا تسمي اسم ذلك المصمم ليجتمع فيها
جميع الأديان المؤمنة بوجود مصمم ذكي بغض النظر عن اسمه وصفاته وحقيقته، وهذا ما
يفرقها عن النظريات الدينية.
وهي لا تتبنى
رؤية دينية معينة لسببين.. أولهما أن ذلك سيبعدها عن أداء دورها المرتبط بمواجهة
أيقونات التطور وكهنته.. والثاني هو أن تحديد المصمم بدقة وعلمية أمر يخرج عن قدرة
العلم.. ولذلك ترى هذه النظرية أن الخلق الخاص لكل نوع حي يتناسب كفرضية تفسيرية
مع التصميم الذكي، بينما التطور التدريجي للأنواع الحية بعضها من بعض لا يتواءم مع
التصميم.
ودورها يتعدى تقديم
تفسير لنشوء الأنواع الحية، وهي الحدود التي تتناولها نظرية التطور؛ بل إنها تضيف
إلى ذلك تفسيراً لنشأة الكون ككل، يُستدل عليه من خلال التوافق الدقيق للكون.
وقد تعرض أصحاب
هذه النظرية لمضايقات كثيرة من طرف التطوريين؛ فمنذ بدأت حركة التصميم الذكي،
والتطوريون يشيعون عن أصحابها أنهم [خَلْقَوِيُّون]، مع أن المنضمين إلى هذه الحركة
والمؤسسات التابعة لها ليسوا كذلك جميعا.. فبعضهم دينيون مع اختلاف دياناتهم..
وبعضهم لا أدريون.. بل إن بعضهم ملاحدة.
ومن أقطاب هذه
النظرية البروفيسور [دين كينيون]، وهو من أوائل المؤسسين لهذه الحركة، وأحد
المشاركين في وضع نموذج شهير لتفسير نشأة البروتين في بدء الخلق من خلال الأُلفة
الكيميائية للأحماض الأمينية، بعد أن تراجع عن نموذجه واعترف بعدم وجود
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 220