responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 231

إلهية، جماعية أو فردية)، وقال: (تتضمن فكرة الإله التخلي عن العقل والعدالة، إنها النفي الأكثر حسماً للحرية الإنسانية. وتنتهي بالضرورة إلى إستعباد الجنس البشري في كل من النظرية والتطبيق)[1]

وهذه الكلمات وغيرها كثير تعبر عن حقيقة الإلحاد، وكونه قائما عن رغبة نفسية، لا عن حجة عقلية.. فالملحد لا يلحد لكون أدلة الإيمان لم تقنعه، أو لكونه يحمل أدلة الإلحاد، وإنما لشعوره بأن للإيمان أثره الكبير على حياته وسلوكه وعلاقاته، ويرى أن وجود الله سيحد من وجوده، ولذلك يلجأ إلى إعدم الله حتى يظل موجودا.

وموقفهم هذا ليس خاصا بالله، بل بكل شيء، ذلك أن الأنانية التي يسمونها حرية هي المتحكمة في كل سلوكاته وعلاقاتهم، وقد ذكر سارتر في بعض كتبه أنه عندما توفي والده هنأ نفسه بموته، لشعوره بتحرره منه، وقد قال في ذلك: (لو كان أبي حيًا لكان تمدَّد عليَّ بملء قامته وسحقني، ولحسن حظي مات أبي عندما كنت صغيرًا.. إن موت جان باتسيت (والده) كان الحدث الأهم في حياتي، لقد أعاد إليَّ حريتي)[2]

وهكذا كان ينظر بعين الريبة للذين يبدون له مودتهم ومحبتهم، فقد كان يقول عنهم: (إننا منذ الآونة التي نشعر فيها بأن إنسانًا آخر ينظر إلينا، إنما نشعر أيضًا بأن الآخر يسلبنا عالمنا على نحو من الأنحاء، هذا العالم الذي كنا نمتلكه وحدنا حتى هذه اللحظة)، وقال: (إنني ابتداءً من الآونة التي أشعر فيها أن أحدًا ينظر إليّ، أشعر أنني سلبت عن طريق نظر الآخر الموجه إليّ وإلى العالم، إنّ العلاقة بيننا وبين الآخرين هي التي تخلق شقاءنا)

بل عبر عن ذلك بعبارة فجة غليظة؛ فقال: (إن الآخرين هم الجحيم)


[1] انظر هذه النصوص وغيرها كثير في كتاب [ما قاله الملاحدة ولم يسجله التاريخ]

[2] الإلحاد.. نشأته وتطوُّره ج 1 ص 169.

نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 231
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست