responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 232

من خلال هذه الاقتباسات يمكننا التعرف على نفسية الملحد، حتى نعرف كيف نناقشه؛ فأكثر الملاحدة لم يدرسوا علوما، ولا فلسفات، ولا علاقة لهم بالمنطق والجدل، وإنما هم أصحاب نفوس شهوانية، يتصورون أنهم ما خلقوا في الحياة إلا ليمارسوا ما تهفو إليه غرائزهم، ولذلك يقاومون كل من يتصورون أنه يقف دون حريتهم ورحية غرائزهم.

ولذلك نرى الوجودية ـ التي هم بنت الإلحاد وأمه ـ تتصور الوجود وجودا سخيفا بلا غاية.. وجودا في عالم لا معقول.. والإنسان فيه لا يعرف من أين أتى، ولا إلى أين هو ذاهب، فهو بمثابة لقيط في مكان موحش، هو الطبيعة، لا يجد حوله أبًا ولا أمًا، وليس له ما يعتمد عليه إلا نفسه، وكل ما يعرفه عن وجوده هو أنه محكوم ومُسيَّر[1].

وترى الحياة كذلك كلها صراعا بين النفس والعالم، ذلك أنها تتوهم أن كل شيء يريد أن يسلب من الإنسان حريته، وقد قال سارتر في كتابه [الوجود والعدم]، والذي دعا فيه إلى الفلسفة الوجودية، مختصرا الوجود في كونه ليس سوى (صراع عبثي بين الحريات، فكل حرية تحاول أن تفني الأخرى، حتى تحتفظ باستقلالها السيادي)[2]

وقد طرح هذه الفكرة في [مسرحية الذباب] المشهورة، والتي مثلت كثيرا، وهي تهدف للثورة ضد الله، حتى يستطيع الإنسان أن يعيش حرًا، يفعل كل ما يريد بضمير مستريح، وقد ورد فيها هذا المشهد الذي يخاطب فيه [أوريست] الإله قائلة له: (أنت يا جوبتر ملك الآلهة.. ملك النجوم والحجر .. ملك أمواج البحر.. ولكنك لستَ ملك البشر.. فيرد جوبتر، وهو رمز في المسرحية لله: ألست ملكك أيها الدودة الوقحة؟ من خلقك إذًا؟ .. فترد عليه أوريست: أنت. لكن ما كان عليك أن تخلقني حرًا.. فيقول جوبتر: منحتك


[1] دراسات في علم اللاهوت، القمص بولس عطية بسليوس، ص 265، 266.

[2] ملحدوث محدثون ومعاصرون، د. رمسيس عوض، ص 71.

نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 232
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست