نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 246
ولذلك أمرنا بدل البحث عن
الماهية أن نستثمر الطاقات الكبرى التي تتمتع بها أرواحنا في أداء الأمانة التي كلفنا
بها، قال تعالى:﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا
وَحَمَلَهَا الْأِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاًO
(الأحزاب:72)
وبناء على هذا ورد في النصوص
المقدسة وفي التراث العلمي الإسلامي بيان طاقات الروح، وقدراتها، وكيفية الاستفادة
منها، وكيفية تحقيق السعادة لها، وهو ما يستحيل أن نجد مثله عند الملاحدة الذي
قصروا الوجود الإنسان على صورته البهيمية المغالية في الحس والكثافة.
وحتى نرى الفرق
الكبير بين الرؤية الإيمانية المكرمة للإنسان، ولحقيقته العظيمة، وبين الرؤية
المادية الإلحادية القاصرة نذكر بعض ما ذكره علماء النفس المسلمين في هذا الجانب،
وهو محل اتفاق بينهم وبين جميع المؤمنين حتى من غير المسلمين، فقد ذكروا أن الوجود الدنيوي للإنسان يتطلب وسائل خاصة
يتمكن بها الإنسان من السكن على هذه الأرض، كما يتطلب رائد الفضاء لباس خاصا
يتناسب مع جو القمر، أو أي جو يريد أن يتعامل معه.
واللباس الذي يتناسب مع هذه
الأرض، هو هذا الجسد الترابي، وخصائصه هي نفس خصائص المكونات الحية الموجودة على
هذه الأرض، فلذلك صار يفتقر إلى ما يحفظه، وما يدفع عنه الهلاك.
وهذا الحفظ والتعهد يتطلب أعضاء
تجلب الغذاء وغيره، وأعضاء تدفع عن النفس الهلاك.
وكل هذه الأعضاء التي سلح بها
بدن الإنسان هي الوسائل الأساسية لتحقيق متطلبات الوجود من الغذاء والدفاع، بل ليس
هناك جزء من جسد الإنسان لا يقوم بهذا الأمر.
ومع أن أكثر هذه الأعضاء يقوم
بهذه الوظائف تلقائيا إلا أن أصل الغذاء والدفاع ركب في الجهاز الإرادي للإنسان
فتنة وابتلاء.
فركب في الإنسان جهاز الشهوة
الدافع إلى الغذاء والحفاظ على النسل.. كما ركب فيه جهاز
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 246