نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 262
وحق اليقين )
أما المستقبل
الذي كان يمثل قبرا واسعا كبيرا، فإنه استحال بالنظرة القرآنية ( مـجلس ضيافة
رحـمانية أعدّت في قصور السعادة الـخالدة )
أما تابوت
الزمن الحاضر، فقد صوره القرآن الكريم ( متجرا أخرويا، ودار ضيافة رائعة للرحـمن )
أما الثمرة
الوحيدة التي هي فوق شـجرة العمر على شكل نعش وجنازة، فإنها بالقرآن لم تبق كذلك،
( وانـما هي انطلاق لروحي - التي هي أهل للـحياة الابدية ومرشحة للسعادة الابدية -
من وكرها القديـم إلى حيث آفاق النـجوم للسياحة والارتياد )
حتى تلك
الصور المريعة التي كانت الغفلة تصور بها ( عظامي ورميمها وتراب بداية خلقتي ) لم
تبق ( عظاماً حقيرة فانية تداس تـحت الاقدام، وإنما ذلك التراب باب للرحـمة، وستار
لسرادق الـجنة )
أما أحوال
الدنيا واوضاعها الـمنهارة في ظلمات العدم التي نبصرها بنظر الغفلة، فإنها لم تبق
كذلك بنور القرآن الكريم ( بل انها نوع من رسائل ربانية ومكاتيب صمدانية، وصحائف
نقوش للاسـماء السبحانية قد أتّمت مهامها، وأفادت معانيها، واخلفت عنها نتائجها في
الوجود، فأعلمني الإيـمان بذلك ماهية الدنيا علم اليقين )
أما القبر،
فلم يبق قبرا، بل هو بنظر القرآن الكريم ( باب لعالـم النور ) ومثله ذلك الطريق
الـمؤدي الى الابد، فإن لم يبق ( طريقاً مـمتداً ومنتهياً بالظلمات والعدم، بل انه
سبيل سوي الى عالـم النور، وعالـم الوجود وعالـم السعادة الـخالدة )
وهكذا بددت
النظرة القرآنية كل الأوهام التي سربتها الغفلة، وأصبح ما كان يتصور داء عين
الدواء، يقول النورسي:( وهكذا اصبحت هذه الاحوال دواء لدائي، ومرهماً له، حيث قد
بدت واضحة جلية فأقنعتني قناعة تامة )
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 262