نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 261
على شكل نعش
لـجنازة جسمي الـمضطرب كالـمذبوح بين الـموت والـحياة )
أما القمة
التي تمثل قمة شـجرة العمر ( فرأيت أن على تلك الشجرة ثـمرة واحدة فقط، وهي تنظر
اليّ، تلك هي جنازتي )
أما الأسفل
الذي يمثل جذور شجرة العمر ( فرأيت ان التراب الذي هناك ما هو الاّ رميم عظامي،
وتراب مبدأ خلقتي قد اختلطا معاً وامتزجا، وهما يُداسان تـحت الاقدام، فأضافا الى
دائي داء من دون ان يـمنحاني دواءً )
أما الخلف
الذي يمثل عمر الدنيا ( فرأيت ان هذه الدنيا الفانية الزائلة تتدحرج في اودية
العبث وتنحدر في ظلمات العدم، فسكبتْ هذه النظرة السمَّ على جروحي بدلاً من ان
تواسيها بالـمرهم والعلاج الشافي )
فهذه الجهات
الست، والتي يتصور الملاحدة أنها تمثل الحقائق المطلقة، والتي يعزون أنفسهم بأنه
لا محيد عنها، ولا مخرج منها، ثم يهربون لأي شيء، يتكفل الإيمان بمداواتها، قال
النورسي يحكي عن تجربته الإيمانية:( وفيما كنت مضطرباً وسط الـجهات الست تتولى
عليّ منها صنوف الوحشة والدهشة واليأس والظلمة، اذ بأنوار الإيـمان الـمتألقة في
وجه القرآن الـمعجز البيان، تـمدني وتضيء تلك الـجهات الست وتنورها بانوار باهرة
ساطعة ما لو تضاعف ما انتابني من صنوف الوحشة وانواع الظلمات مائة مرة، لكانت تلك
الانوار كافية ووافية لإحاطتها)
وقد كان أثر
أنوار الإيمان عظيما:( فبدّلت تلك الانوار السلسلة الطويلة من الوحشة الى سلوان
ورجاء، وحولـّت كل الـمخاوف الى انس القلب، وامل الروح الواحدة تلو الاخرى)
فالقرآن الذي
هو قبس الإيمان ( مزق تلك الصورة الرهيبة للماضي وهي كالـمقبرة الكبرى، وحوّلـها
الى مـجلس منوّر أنوس والى ملتقى الاحباب، وأظهر ذلك بعين اليقين
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 261