ومنهم
[البروفسور جون بولكنجهورن] الفيزيائي الشهير الذي تأثر تأثرا شديدا بسبب انحراف
الفيزياء النظرية عن مجالها، ودخولها في عوالم ممتلئة بالغموض والغرابة للهروب من
الله.. وقد قال معبرا عن نقده الشديد لنظرية الأكوان المتعددة: (إنها ليست فيزياء.. إنها في أحسن الأحوال فكرة ميتافيزيقيه، ولا يوجد سبب علمي واحد للإيمان بمجوعة من الأكوان المتعددة.. إن ماعليه العالم الآن هو نتيجة لإرادة خالق يحدد كيف يجب أن يكون)
ومنهم [جوهانس
كبلر] صاحب الاكتشافات العظيمة في علم الفلك، والذي يوصف بالرجل الذي باشر العملية
التي اعتمدت المنطق بدل الخرافات، بفضل قوانينه الثلاثة حول مسار الكواكب، والتي
أرست أسس علم الفلك الحديث.. والذي لم تمنعه شهرته العلمية من إعلان إيمانه بالله،
معترفا بأن الله هو (الخالق اللطيف الذي كوّن الطبيعة من لا شيء).. كما أنه اعترف
بأنه قوانينه التي اكتشفها جاءت وليدة إيمانه بأن الله هو إله ترتيب، وليس إله
تشويش.. ولهذا فقد أطلق على كتابه عنوان [انسجام العالمين]، الذي وردت فيه هذه
العبارات الجميلة: (عظيم هو الله ربنا، وعظيمة قدرته، ولا نهاية لحكمته)
ومنهم [أنطوني
فلو] ذلك الفيلسوف والعالم الذي عاش فترة طويلة من حياته في الإلحاد، حتى أنه اشتهر
بكونه فيلسوف الإلحاد، لكونه ظل ما يقارب ستين عاماً يدافع عن الفكر الإلحادي في
جامعات أكسفورد وأبيردين وكيلي وريدينغ وفي كثيرمن الجامعات الأمريكيه والكنديه
التي قام بها بزيارتها، مستخدما لذلك كل الوسائل من مناظرات وكتب ومقالات وغيرها،
لكنه لم يجد في الأخير ملاذا إلا في الإيمان، فكتب كتابه الذي ينتقد فيه نفسه،
وسماه [للكون إله]، وقد عبر عن سبب اختياره الإيمان، فقال: (لقد أثبتت أبحاث علماء الأحياء في
مجال الحمض النووي الوراثي، مع التعقيدات شبه المستحيله المتعلقه بالترتيبات
اللازمه لإيجاد الحياة أثبتت أنه لابد
[1] Tiner,
J. H. Louis Pasteur- Fouder of Modern Medicine, Mott Media, Michigan (1990), p. 75..
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 282