نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 29
مقدمةٌ، مبنية
على الإحساس والمشاهدة، ومسلم بها عند أهل العلم القديم، والعلم الحديث.
أما المقدمة
الثانية، فهي أنه لا بد لكل حادثٍ من علةٍ، وهذه المقدمة، وإن كانت لا تستند
بكليتها إلى الإحساس، والتجربة، والمشاهدة؛ بناءً على أن العلية أمر معنويٌّ، لا
يشاهَد، ولا أناَّ لم نشاهِد كل حادثٍ، إلا أنها ليست دون المقدمة الأولى المبنية
على الحسِّ في القوة؛ بل أقوى منها.. ذلك أن حصول العلم بالمحسوس، بواسطة الإحساس،
يتوقف عند التحليل العلمي على تصديق هذه المقدمة الثانية، ولهذا، يقال بأن:
(الشبهة في مبدإ العلية، تستلزم الشبهة في وجود المحسوسات)
ومن تلك
التقريرات هذا التقرير المستند للطريقة المتبعة في علم الكلام، وهي: كل حادثٍ،
يلزم أن يكون ممكناً؛ لا مستحيلاً، وإلا لما حدَثَ؛ ولا واجباً، وإلا لما سبقه
العدم.. والممكن، ما لا يقتضى لذاته أن يكون موجوداً، ولا أن يكون معدوماً..
فالوجود والعدم، سيان بالنسبة إليه؛ فإذا وُجدَ، وُجدَ لعلةٍ ترجحه لهُ، لئلاَّ
يلزم الرجحان من غير مرجحٍ، وهو محالٌ، ومستلزمٌ لعدم تساوي الوجود والعدم، فيما
فُرض تساويهما فيه.
و عدمُ التساوي
فيما فُرضَ فيه التساوي، يستلزم خلاف المفروض، المؤدي إلى التناقض.
فعلى هذه
الطريقة، تكون المقدمة الثانية من مقدمات البرهان على وجود الله، القائلة بأن لكل
حادث علةٌ، ثابتةً بالبرهان، وعلى الطريقة الأولى تكون بديهية.
فمقدمات هذا
الدليل، أدناها درجةً في اليقينية، هي المقدمة الأولى، المبنية على الحس[1].. فإذا كانت مقدمات الدليل يقينية، كانت
النتيجة المترتبة عليها أيضاً يقينية، إلا أن