نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 30
مرتبتها في
اليقين، تكون على قدر أدنى المقدمات مرتبةً فيهِ، لأن نتيجية القياس المنطقي تتبع
أخس المقدمتين اللتين يتألف منهما القياس.. حتى إن هذه الكائنات المحسوسة، التي
نسميها [العالم]، إن لم تكن موجودةً، وكانت حواسنا تغالطنا، فعند ذلك ينهار الدليل
الذي أقمناه لإثبات وجود الله، بانهيار مقدمة من مقدماته.
لكن بما أن
جماهير الناس، بما فيهم الملاحدة أنفسهم ليسوا من الحسبانية، الذين لا يستيقنون
وجود العالم، وينفون اليقين في كل شيء.. وليسوا من [أشباه الحسبانيين] القائلين
بأن العالم عبارة عن صورة نفسية، أنشأتها أذهاننا في نفسها، ومخيلاتُنا في الخارج،
وهم الذين يتزعمهم الفيلسوف [كانت].. فإن الجميع يدرك وجود الله، كما يدرك وجود
المحسوسات.. أي أن إدراك وجودها، ليس أقوى من إدراك وجودهِ بدليله العقلي المنطقي.
وقد عبر عن ذلك
[له بينج]، وهو من أكبر الفلاسفة الغربيين الألمان، فقال: (إن اليقين البرهاني،
عبارة عن اليقين البديهي، الذي ينطبق على رابطة بين الحقائق المتعددة، بدلاً من
انطباقه على حقيقة منفردة)
2 ـ برهان الحدوث:
وهو البرهان
الذي استعمله المتكلمون خصوصا، ليردوا به على من يستند للقول بقدم العالم[1] للرد على مبدأ العلية، واعتبار العالم
قديما، ولا يحتاج إلى من يحدثه.. ولذلك احتاجوا للرد عليه بالبراهين الدالة على
حدوث العالم.. لكن من الفلاسفة أو أكثرهم من
[1] القدم: أو الوصف بالقديم تعني عند الفلاسفة والمتكلمين ما ليس له أوّل
البتّة. فكلّ موجود لم يسبقه عدم البتّة، أو كلّ موجود خلا بتاتا من حال لم يكن
موجودا ثمّ كان، سمّوه قديما. وكلّ موجود كان له أوّل أو سُبِقَ بعدم، فمهما امتدّ
في الماضي ولو كانت مدّته آلاف آلاف السّنين، فهو ليس بقديم، بل إنّه حادث.
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 30