نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 321
الإفرنج
المتأخرين.. وهؤلاء كلهم من أعداء المسلمين، وليسوا من المسلمين فضلا عن أن يكونوا
من أجداد المسلمين، كما توهمه الصواف، ومن زعم أن هؤلاء الفلاسفة من أجداد
المسلمين فهو من أكذب الكاذبين.. الوجه الرابع: أن المفاخر كل المفاخر للذين حملوا
علم الكتاب والسنة ونشروه في هذه الأمة وهم الصحابة والتابعون وتابعوهم بإحسان، وأئمة
العلم والهدى من بعدهم، فأما تخرصات أعداء الله وظنونهم الكاذبة فليست بمفاخر كما
قد توهمه الصواف، وإنما هي معائب وجهالات وضلالات تزري بمن تعلق بها غاية الأزراء..
الوجه الخامس: أن بناء المراصد من أفعال المنجمين من اليونان والصائبين، ومن
يقلدهم ويحذو حذوهم من المنحرفين عن الدين من هذه الأمة، وما كان هكذا فليس فيه
فضل البتة، وليس هو من المفاخر كما قد توهمه الصواف، وإنما هو من المثالب والمعائب
واتباع غير سبيل المؤمنين) [1]
ثم ذكر قول الصواف: (إن ما جمعه في رسالته فهو مما
تركه العلماء الأعلام والخلفاء العظام)[2]
وأجاب على ذلك
بقوله: (ليس هذا بصحيح، فإن الخلفاء العظام على الحقيقة هم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، ولم يؤثر عن أحد
منهم أنه تكلم في علم الفلك بشيء فضلا عن القول بسكون الشمس ودوران الأرض عليها، وكذلك
ما ذكره الصواف من الهذيان الكثير في الأرض والشمس والقمر والكواكب فإن هذا مما
ينـزه عنه أحاد العقلاء فضلا عن الخلفاء الراشدين.. ولا عبرة بمن حاد عن منهاج
هؤلاء الخلفاء الراشدين من الملوك كالمأمون، فإنه قد اعتنى بتعريب كتب الأوائل
وعمل الأرصاد، ففتح بذلك على الأمة باب شر عريض، وقد ذكر السفاريني عن الصلاح
الصفدي أنه قال: (حدثني من أثق به أن شيخ الإسلام ابن