نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 320
تخرصات أهل
الهيئة الجديدة وتوهماتهم، وأهل الهيئة الجديدة ليسوا من المسلمين، وإنما هم من
فلاسفة الإفرنج، وهم كوبرنيك البولوني وأتباعه في القرن العاشر والقرن الحادي عشر
من الهجرة، وهرشل الإنجليزي وأتباعه في القرن الثاني عشر والقرن الثالث عشر من
الهجرة، وغالب ما نقله الصواف عن الألوسي، فهو مما نقله الألوسي عن أهل الهيئة
الجديدة كما صرح بذلك في مواضع كثيرة من كتابه الذي سماه (ما دل عليه أهل الهيئة
الجديدة) وتخرصات أتباعهم فنسبة ذلك إلى المسلمين فرية عليهم، وتسمية الرسالة بهذا
العنوان لا تطابق المسمى، وإنما المطابق له أن يقال (الإفرنج والتخرص في علم
الفلك)[1]
ثم ذكر قول
الصواف في مقدمة رسالته: (وحرصا مني على نشر العلم وبيان فضل علماء المسلمين الذين
كان لهم الفضل الأكبر في تشجيع علم الفلك وبناء المراصد في مختلف البلدان رأيت أن
أطبع هذا الرد في كتيب؛ ليطلع شبابنا على مفاخر أجدادهم وسبقهم للعالم في مختلف
الميادين العلمية)[2]
ورد عليه بقوله
على طريقة سلفه، فقال: (والجواب عن هذا من وجوه: أحدها أن يقال: ليس ما نشره
الصواف في رسالته بعلم، وإنما هي تخرصات وظنون كاذبة أوحاها الشيطان إلى أوليائه
من فلاسفة اليونان وأتباعهم من فلاسفة الإفرنج المتأخرين، فاغتر بها أتباعهم
ومقلدوهم من جهلة المسلمين، وظنوها علما صحيحا، وهي في الحقيقة جهل صرف لا يروج
إلا على جاهل لا يميز بين العلم والجهل.. الوجه الثاني: أن علماء المسلمين منـزهون عن تشجيع
علم الفلك وبناء المراصد كما سيأتي بيان ذلك في الفصل الذي بعد هذا الفصل، وما
زعمه الصواف ههنا فهو من الافتراء على علماء المسلمين.. الوجه الثالث: أن الذي
نشره الصواف في رسالته كله من تخرصات فيثاغورس اليوناني وأتباعه من فلاسفة