فالإسلام يعتبر
المسلمين جميعا ـ مهما تعددت أوطانهم وأعراقهم وألوانهم ـ أسرة واحدة لها أب روحي
واحد هو محمد (صلیاللهعلیهوآلهوسلم).. ولها دين واحد هو
الإسلام.
وهذه مرتبة
من مراتب العلاقات مرتبة ضرورية، ذلك أن الناس جميعا يمارسون في علاقاتهم هذا
الأسلوب؛ فيفرقون بين إخوانهم وأصدقائهم وأقاربهم وأهل بلدهم وسائر الناس.. وهي لا
تلغي غيرها من المراتب، كما لا تلغي الصداقة ولا القرابة غيرها من العلاقات.
وهذه الأخوة هي
العلاقة الوحيدة التي تحكم بين المسلمين جميعا.. فليس في المسلمين أي عنصرية كتلك
العنصرية التي تمتلئ بها شعوب الأرض.
وقد زخر التراث
الإسلامي بجميل الأخلاق وعظيم الآداب التي طبعت علاقات المسلمين بعضهم ببعض..
والتي استوحت معانيها من نصوص القرآن ومن حديث رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)،
فقد قال معبرا عن أصل أصول ذلك: (: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)[1]
الدين الأصيل والمساواة:
عندما نقوم
بعملية مسح علمية منهجية لكل الأديان السماوية والوضعية، لنبحث عن موقفها من
المساواة بين البشر لا نجد دينا يحفل بذلك الكم الكبير من النصوص المقدسة حولها، فالإسلام
يعتبر البشر جميعا عبادا لله.. وأفضلهم أقربهم لله، وأكثرهم نفعا لعباده[2].
[2] في
الحديث سئل النبي r:( أي الناس أحب إلى
الله؟) قال:( أنفع الناس للناس ) رواه
الطبراني وغيره بألفاظ متقاربة، وهذا لفظ الطبراني، انظر: المقاصد الحسنة ص ( 200 – 201)
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 330