بل إنه اعتبر
الأنبياء الكرام إخوة لأعدائهم الذين كانوا يسومونهم الخسف فقد اعتبر قوم نوح
إخوانا لنوح:﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلا تَتَّقُونَ﴾ (الشعراء:106).. واعتبر قوم هود إخوانا
لهود:﴿إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلا تَتَّقُونَ﴾ (الشعراء:124).. واعتبر ثمود إخوانا لصالح:﴿
إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلا تَتَّقُونَ﴾ (الشعراء:142)
وقد روي أن رسول
الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) كان
يقول دبر كل صلاة: (اللهم ربنا ورب كل شئ ومليكه أنا شهيد أنك الله وحدك لا شريك
لك.. اللهم ربنا ورب كل شئ ومليكه، أنا شهيد أن محمداً عبدك ورسولك.. اللهم ربنا
ورب كل شئ ومليكه أنا شهيد أن العباد كلهم إخوة)[1]
فقد اعتبر رسول
الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) إقرار
مبدأ (الأخوة) بعد الشهادة لله تعالى بالوحدانية، ولمحمد (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) بالعبودية والرسالة.
وبالإضافة إلى
هذه الأخوة العامة، فإن القرآن الكريم يدعو إلى نوع آخر من الأخوة، وهي الأخوة
الخاصة بين المسلمين، وأو تلك التي سماها [أخوة الدين]، كما قال تعالى:﴿ فَإِنْ تَابُوا
وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ
وَنُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) (التوبة:11)، وقال:﴿
ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا
آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ