responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 338

ونحن سنعاملهم هنا بنفس طريقتهم في تعاملهم مع الأديان، فقد أتيحت لهم فترة طويلة حكموا فيها البشرية، ولا يزالون يحكمونها، ورفعوا حينها الكثير من الشعارات، والتي توهموا أنهم جاءوا بها في مواجهة الدين الذي جاء بنقيضها.

ومن أهم تلك الشعارات، ذلك الشعار الذي رفع إبان الثورة على الكنيسة، وهو [الحرية والأخوة والمساواة]، وسنرى مدى تطبيقهم لهذه الثلاثية.

أ ـ الحرية والإلحاد:

لقد كان أول ما فعلته الثورة الفرنسية التي أعلنت الحرية هي أن بترت الإنسان عن الإنسان، لأنها تصورته قيدا يكبت حرية الإنسان.. وقد بدأت ذلك بتحريره من الله.. أو بعزل الله عن حياته.

ثم كان الانقلاب الصناعى[1] الذى أتى على بقية ما كان من بنيان، فقد أحدث هذا الانقلاب تغيراً كاملاً فى صورة المجتمع فى كل شىء فيه، وكان عاملاً من أهم العوامل فى التركيز على (فردية) الإنسان..

وقد ذاق هؤلاء جميعاً فرديتهم المستقلة (المتحررة) من غير طريقها السوى، الذى كان يضمن لهم ـ مع الإحساس بالذاتية المتميزة ـ توازناً فى الإحساس بالحقوق والتبعات، والحرية والالتزام.

فسكان المدينة الجدد كانوا ـ رويداً رويداً ـ قوماً يتحللون من الدين والأخلاق والتقاليد، بتأثير الانتقال من الكبت العنيف فى الريف إلى (حرية) المدينة وبحبحتها، وبتأثير الانسلاخ التدريجى الدائم من الدين، وبتأثير التفسير الحيوانى للإنسان الذى بثته الداروينية فى النفوس؛ وبتأثير التفسير الجنسى للسلوك الذى بثه فرويد؛ وبتأثير وجود الشباب الفاره


[1] انظر كتب سيد قطب ومحمد قطب، خصوصا (مذاهب فكرية معاصرة).

نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 338
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست