نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 339
القوة بلا أسر
تعصمه من الخطيئة، فيلجأ إلى الحل الرخيص الذى تقدمه المدينة فى صورة بغاء..
والمرأة ـ وهى
تحس رويداً رويداً بفرديتها ـ كانت تستقى هذه الفردية على انحراف، فهى خارجة من
حالة انعدام الكيان.. فى كل شىء.
فلما أحست بذاتيتها
أخذت تناضل لتحطيم كل قيد.. لازماً أو غير لازم.. وأخذت بالذات تسعى إلى تحطيم
الدين والأخلاق والتقاليد لأنها استخدمت ضدها فى معركة (التحرر).. استخدمها الرجل
ليصدها عن منافسته، بينما كان هو فى واقع حياته متحللاً من الدين والأخلاق
والتقاليد.
وحدث عند هذا
انحلال مدمر شنيع؛ فقد تحطمت روابط المجتمع، وروابط الأسرة، وفسد كيان الرجل
والمرأة كليهما.. فلم يعودا رجلاً وامرأة كما خلقهما الله.
أما الرجل ـ وقد
فقد روابطه الاجتماعية وضعفت فى نفسه روابط الأسرة وروابط الرجولة ذاتها ـ فقد
أصبح شيئاً أقرب إلى الآلة منه إلى الإنسان.. آلة منتجة، ولكنها لا تكاد تفكر أو
تحس.. وإنما تعيش الحياة لحظة لحظة، بلا هدف شامل ولا وعى بإنسانية الإنسان.. ثم
إذا فرغ من الإنتاج المادى الذى يكبت كيانه الحى ويطمس إشعاعه الروح فيه ـ بسبب
الأسلوب الآلى الذى يؤدى به العمل ـ انطلق فى حيوانية هابطة يشبع دوافع الحيوان، وتتحول
فى نظره إلى هذين الهدفين القريبين: إنتاج كالآلة.. وانطلاق كالحيوان.
ب ـ الأخوة والإلحاد:
لقد كان أول
مظهر من مظاهر الإخاء الذي مارسه الإلحاد إبان الفتة الطويلة التي حكم فيها ابتداء
من الثورة الفرنسية إلى اليوم هو الاستعمار والنهب والسيطرة على حقوق المستضعفين،
ثم قتلهم بعد ذلك.
فلم يكتف تلاميذ
الثورة الفرنسية النجباء بإعلان أخوتهم للعالم بهذا الأسلوب، وإنما
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 339