نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 348
ميَّز [إرنست
رينان] بين الآريين والساميين على أساس لغوي، ثم انتقل من الحديث عن اللغات
السامية إلى الحديث عن الروح السامية والعبقرية السامية مقابل الروح الآرية
والعبقرية الآرية التي هي أيضاً الروح الهيلينية أو النابعة منها [1] .
ثم سادت الفكرة
العضوية الخاصة بالفولك أو الشعب العضوي، ومفادها أن لكل أمة عبقريتها الخاصة بها
ولكل فرد في هذه الأمة سمات أزلية يحملها عن طريق الوراثة، وانتهى الأمر إلى
الحديث عن تفوُّق الآريين على (الساميين) ، هذا العنصر الآسيوي المغروس في وسط
أوربا، كما دار الحديث عن خطر الروح السامية على المجتمعات الآرية.. مما دفع إلى
استعمال كل الوسائل لمحاربتهم.
وكان هذا النوع
من العداء يستند إلى نظريات ذات ديباجات ومسوغات علمية عن الأعراق عامة، وعن
السمات السلبية الافتراضية (الاقتصادية والثقافية) الثابتة والحتمية للشعوب التي
يراد تصنيفها عرقيا.
وقد كانت هذه
الداروينية الاجتماعية من أهم مصادر الفكر المادي الإلحادي الذي انتشر في العالم
الغربي[2].. وبناء عليه كان يتم تبرير إبادة الملايين في
أفريقيا واستعبادهم في آسيا على أساس أن هذا جزء من عبء الرجل الأبيض ومهمته
الحضارية؛ فهو يبيد الملايين ليؤسس مجتمعات متقدمة متحضرة!
وبمناسبة الحديث
عن الرجل الأبيض.. فقد قسم الكونت جوبينو البشر إلى أعراق: أبيض (آري) ، وأصفر،
وأسود.. وذهب إلى أن الجنس الآري الأبيض هو مؤسس الحضارة، وأن السمات المتفوقة
لهذا العرْق لايمكن الحفاظ عليها إلا عن طريق النقاء العنصري.. وأكد أن
التيوتونيين هم أرقى العناصر الآرية لأنهم وحدهم الذين احتفظوا بنقائهم.