نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 349
الإلحاد..
والقيم الإخلاقية
من الأسلحة المهمة التي يحتاج الداعية إلى الله
المقاوم للإلحاد إلى استعمالها، سلاح [القيم الأخلاقية]، وخاصة تلك التي تعارفت
عليها البشرية، ودانت بها فطرتها، ذلك أنه لا يمكن أن يكون للملحد أي جواب حولها؛
فالفلسفة المادية التي تختصر الإنسان في كيانه البيولوجي لا تستطيع أن تفسر أي
قيمة من القيم الخلقية، ولا تستطيع كذلك أن توفر لأتباعها أي حافز يدفعهم للسلوك
الأخلاقي، وخاصة إن كان يحمل معاني التضحية والإيثار والبذل.
وكيف يمكن ذلك
لمن يرى الحياة الدنيا فرصته الوحيدة؛ فلذلك يسرع لاستعمال كل وسيلة لنيل ملذاتها
وشهواتها قبل أن يطبق عليه العدم ـ كما يتصور ـ ولا يمكن لمثل هذا أن يؤدي أي
وظيفة أو خدمة للبشرية تكون على حساب مصالحه، وإن فعل ذلك قوض جميع فكره ومذهبه
الذي يؤمن به.
وقد أشار إلى
هذا السلاح الذي يمتلكه المؤمنون، ولا يمتلكه الملاحدة [بوخينسكي] أستاذ الفلسفة
بجامعة [فريبورج] بسويسرا تعليقا على تلك الآراء الوجودية الممتلئة بالشذوذ بقوله:
(ليس في وسعنا هنا سوى الاقتصار على ذكر النتائج الأخلاقية التي تربت على هذه
الفلسفة، والتي تمثلت في نكران كل القيم، وكل القوانين الموضوعية، وفي ادعاء استحالة
وعدم جدوى الحياة الإنسانية، بل إن الوجودية قد أرغت حتى ظاهرة الموت نفسها من معناها
على يدي سارتر.. ومن نتائج الوجودية أيضًا، دعوتها إلى التشكيك في جدوى قيام كل ما
يتسمم بروح الجد وطابعه، فهي فلسفة انحلالية عدمية تمامًا)[1]
[1] في كتابه (تاريخ الفلسفة المعاصرة في أوروبا ) ترجمة ( محمد عبدالكريم
الوافي ).
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 349