responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 350

وقد أشار إلى هذا بعضهم بما سماه [الدليل الخُلُقي على وجود الله] [1]، ويقصد به القيم الخلقية، باعتبارها قيما ضرورية لوجود المجتمعات البشرية، بل لا يمكن أن يكون بدونها المجتمع، وهذه الأخلاق تعتمد على وجود إله، لانه إذا لم يكن هنالك خالق يرى ويسمع ما يفعل البشر، ولم تكن هناك دار أخرى يثيب الله فيها المحسن على إحسانه، ويعاقب المسيء على إساءته، وكان الكسب المادي في هذه الحياة الدنيوية هو وحده الكسب المعتبر؛ لكان كل ما نراه لغوا وعبثا.

وبناء على هذا؛ فإننا عندما نقارن بين معايير الأخلاق عند المؤمن ـ وخاصة في الدين الأصيل الذي لم يحرف، ولم تتلاعب به الأهواء ـ مع المعايير التي يعتمدها الملحد نجد فرقا كبيرا جدا، فالمؤمن يمتلك معايير دقيقة ومضبوطة للأخلاق، وهي تتناسب مع الكرامة الإنسانية والنبل الإنساني، بينما الملحد يعجز أن يصف أي معيار، لأنه سيصطدم لا محالة بتصوراته المادية للكون والحياة.

ومثل ذلك نجد المؤمن يمتلك دوافع حقيقية للالتزام بالأخلاق، بخلاف الملحد الذي لا يجد أي دوافع، لأنه ـ في تصوره ـ ليس سوى كائن بيولوجي، جاء صدفة، وسيعدم بعد فترة قصيرة، ولا شيء غير ذلك.

انطلاقا من هذا سنحاول هنا باختصار أن نقارن بين معايير الأخلاق بين المؤمنين والملاحدة والدوافع التي تحفز للالتزام بها ليكون ذلك وحده كافيا في تهافت الرؤية الإلحادية، وعدم قدرتها على تأسيس أي مجتمع أو أي حياة نبيلة وفق قيم واضحة مضبوطة.

أولا ـ معايير الأخلاق عند الملحد ودوافعها:


[1] انظر: الفيزياء ووجود الخالق: مناقشة عقلانية إسلامية لبعض الفيزيائيين والفلاسفة الغربيين، أبو القاسم حاج حمد.

نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 350
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست