responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 351

من التعبيرات التي قد تختصر لنا تصور المعايير التي يستند إليها الملاحدة في تحديدهم للأخلاق ما ورد في المناظرة المشهورة، والتي سُئل فيها الفيزيائي الشهير الملحد [لورنس كراوس] عن موقفه من زنا المحارم، فردّ قائلا: (ليس من الواضح بالنسبة إليّ أنه خطأ)[1]

ومثله [ريتشارد دوكنز] الذي صرّح في تغريدة له على موقع تويتر بأن الإجهاض فعل أخلاقي ومشروع طالما ليس هناك ألم، وبرّر ذلك قائلا: (لأن الجنين في بطن أمّه هو أقل إنسانية من أي خنزير بالغ)

أما الملحد الأسترالي وأستاذ الفلسفة الأخلاقية [بيتر سنجر]، بصرح بأن ممارسة البشر للجنس مع الحيوانات والبهائم طالما لا تتضمّن أذيّة من أي نوع للحيوان هو أمر طبيعي ومقبول في إطار حميمية العلاقة بين الحيوانات والإنسان، وبالنسبة إليه: (فلا خطأ في ذلك على الإطلاق، بل إنه أمر محمود طالما يؤدي إلى استمتاع الطرفين: الحيوان والإنسان)

هذه التعابير كلها تدل على المعايير التي يستند إليها الملاحدة في تفسير الأخلاق وتحديدها، وهو كونها ذاتية لا موضوعية، فليس هناك شيء اسمه أخلاق عندهم، وما نراه من أخلاق في تصرفاتهم، لا ينطلق من كونهم ملاحدة، وإنما من تأثير البيئة التي يعيشون فيها أو غيرها، أما لو ترك الأمر للملحد وعقله المجرد؛ فإن كل شيء بالنسبة له مباح، أو كما عبر [فرانك توريك] بقوله: (لا أقول بأن الملاحدة لا يعرفون الأخلاق، وإنما أقول إنهم لا يمكنهم تبرير الأخلاق. نعم يمكنهم التصرّف بخُلق ويمكنهم الحكم على بعض الأفعال بأنها أخلاقية أو لاأخلاقية، لكنهم لا يستطيعون توفير قاعدة موضوعية لأحكامهم


[1] انظر هذه النصوص ومصادرها في مقال بعنوان: هل يمكن بناء منظومة أخلاقية أساسها الإلحاد، إسماعيل عرفة، موقع ميدان.

نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 351
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست