responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 352

الأخلاقية.. وأيا ما كان الأمر: الهولوكوست، الاغتصاب، ذبح الأطفال، أو أكل الأطفال، فلا يوجد لدى الملحدين معيار موضوعي للحكم على أي منهم)

وعبر عن ذلك علي عزت بيجوفيتش قائلا: (يوجد ملحدون على خلق، ولكن لا يوجد إلحاد أخلاقي)[1]

ولا يصعب على أي عاقل أن يعرف سبب خلو الإلحاد من الرؤية الأخلاقية، ذلك أن الإلحاد لا يؤمن إلا بالحس والمادة وما ينشأ عنهما، وبما أن الأخلاق أمور معنوية، ويصعب عليه تفسيرها وفق رؤيته المادية، ولذلك ينكرها.

وقد عبر الفيلسوف الأميركي اللاأدري [توماس نيجل] في كتابه [العقل والكون: لماذا يكاد يكون التصوّر المادّي الدارويني خطأ قطعا؟] عن هذا المعنى بذكره ( أن هناك ثلاثة عناصر تعجز الرؤية الكونية المادّية أن تقدّم تفسيرا لها، وهي: الوعي، والإدراك، والقيم الأخلاقية)

لكن إلحاحات المؤمنين على الملاحدة في هذا الجانب الذي لا تكاد تخلو مناظرة منه، جعلهم يفكرون في حل ينقذون به أنفسهم، والإلحاد الذي يؤمنون به، والذي لا يوفر لهم، ولا للبشرية أي غطاء أخلاقي يمكن أن يفيدهم.

ومن تلك الحلول وأكثرها رواجا [2] محاولة الملحد الشهير سام هاريس في كتابه [المشهد الأخلاقي: كيف يمكن للعلم أن يحدّد القيم الإنسانية؟]، والذي حاول أن يبرّر فيه ما هو أخلاقي بما يحقق للبشرية الرفاه والسعادة والرخاء.

وما ذكره هو تكرار لما ذكره الكثير من الملاحدة في عصورهم المختلفة، فهم


[1] الإسلام بين الشرق والغرب، علي عزت بيجوفيتش، ص175.

[2] ثلاث رسائل في الإلحاد والعلم والإيمان، عبد الله الشهري، ص280.

نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 352
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست