نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 35
وتقريره هو[1]: أن عالمنا الذي نعيش فيه غني بمجموعة من
الظواهر الطبيعية.. وكلّ ظاهرة إمّا أن تكون علّة أو معلولة، فهي علّة للظاهرة
التي تليها، ومعلولةً لظاهرة قبلها.. ولولا وجود العلّة لم يحدث المعلول، وبانعدام
العلّة ينعدم المعلول.. وهكذا يتحقّق وجوده بوجودها.
وفي هذه الحالة
نحن في العلل التي نشأت بها الظواهر الكونية بين أمرين.. إما أن نصل بها في التسلسل
إلى علة نهائية هي العلّة الموجدة للكون.. وهي الله تعالى، وهو الغني بالذات، ويعتبر
هو الخالق لهذه السلسلة.. وإما أن نستمر في التسلسل إلى ما لا نهاية له من العلل..
وهذا مستحيل عقلا.
وسبب اعتباره
مستحيلا هو أنه لا يمكننا أن نتصوّر مجموعة من الكائنات الحيّة ـ والتي كانت فاقدة
للحياة يوماً ما، ثم أصبحت فجأة قادرة عليها ـ أنها أوجدت نفسها من العدم من دون
أن يكون هناك طرف خارجي صاحب قدرة مطلقة هو الذي أوجدها؟
ذلك أن كلّ كائن في هذا العالم يشهد بصدق بأنّه لم يكن صانع
نفسه، بل يعترف بوجود علة موجدة له.. وجميعهم يشهدون بأنّ وجودهم وحقيقتهم لم تكن
من ذات أنفسهم.. إذن من أين أتى وجودهم وخلقهم، وكيف؟
ليس أمامنا إلاّ
طريق واحد، وهو الاعتراف بأن كلّ موجود حادث وناتج عن موجود غني بالذّات، وعنده
يتوقّف التسلسل، إذ يعتبر هو العلّة الرئيسية لجميع المعلولات، وهو الخالق القدير.
وبناء على ذلك،
فإن من يدّعي بأنّ الكائنات قد أوجدت نفسها من العدم دون استعانة بكائن خارجي،
يشابه من يدعي بأننا يمكن أن نحصل على عدد صحيح عند اجتماع ما لا
[1] انظر: مصدر الوجود بين العلم والفلسفة، الشيخ جعفر السبحاني.
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 35