نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 372
1 ـ شمولية النظرة الدينية للأخلاق:
لا شك بأن هناك
مجموعة من الفضائل الأخلاقية التي يستقل العقل بإدراكها من دون الحاجة للدين كحسن
الصدق وقبح الكذب، وكحسن العدل وقبح الظلم وفق مبدأ (الحسن والقبح العقليين)، لكن
ليست كل القضايا الأخلاقية على هذه الشاكلة من الوضوح، فهناك بعض الأفعال التي
يصعب، بل يستحيل على العقل أن يدرك قبحها، كالعلاقات الجنسية المثلية إذا تمت برضا الطرفين ومن دون مشكلة قانونية كما في بعض الدول التي تسمح قوانينها بذلك[1]،
ففي مثل هذه الأمور نجد أن الدين سوف يحسم الأمر بسهولة من خلال تحريمه لمثل هذه
الأفعال القبيحة، وإن سمحت بها بعض القوانين الوضعية وكان الطرفان راضيان.
وأما في الفكر
الإلحادي فليس هناك أي مانع أخلاقي من هذه الممارسات إذا تمت برضا الطرفين ومن دون
أي مشكلة قانونية كما في بعض الدول وفقاً لمعيار (المنفعة الرفاه /الألم الضرر).
والغريب أن بعض الملاحدة يقول بأن هذه المسألة ينبغي أن يترك البت فيها للعلم،
وإذا أكد لنا وجود الضرر فهي غير أخلاقية، وأما إذا لم يكن فيها أي ضرر فلا مشكلة
فيها، كما ذهب بعضهم للقول بأن استقباح مثل هذه الممارسات ربما يكون نتيجة برمجة
اعتاد عليها الإنسان، كأن يكون قد ربي على ذلك، وليس نتيجة لأمر حقيقي موجود في
طبيعتها ويكشف عن قبحها بالفعل، ولذلك لا يمكن الاعتماد على النصوص الدينية في هذا
الشأن.
وهذا الكلام
يلاحظ عليه أنه أحال الأمر للعلم ـ
رغم عدم صحة ذلك كما عرفنا في
[1] [27] راجع
كتاب أفي الله شك؟ للشيخ الدكتور مرتضى فرج، ص 123 وما بعدها، الطبعة الأولى
2013م، مؤسسة الإنتشار العربي، بيروت-لبنان.
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 372