نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 381
الكمال
الإنساني، وهوما يحاول الملحد أن يتشبه بالمؤمن فيه، والثاني هو الاستفادة من ذلك
الكمال الإنساني الذي وفرته الأخلاق في تحصيل السعادة الأبدية في الدنيا والآخرة،
وهو ما يفتقر إليه الملحد بسبب إنكاره للحياة الأخرى، وإنكاره لقيم كثيرة تحكم
الحياة الدنيا.
وسنشرح كلا
المعنيين فيما يلي:
أ ـ التحقق بالكمال الإنساني:
فالمؤمن يؤمن من خلال ما تذكره له المصادر المقدسة، أنه يمكنه من خلال
المجاهدات والرياضات تقويم سلوكه، وتربية نفسه، والسمو بروحه، حتى يتحقق بما يطيقه
من كمال، كما قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ
سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾ [العنكبوت: 69]
وذكر تعالى بعض تلك الأخلاق، وصعوبتها، مع تأثيرها الشديد في السمو
الإنساني، فقال: ﴿لَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ
بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ
وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا
يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35)﴾ [فصلت: 34، 35]
ولكون الأخلاق هي المقياس الذي يقاس به الكمال الإنساني، فقد أخبر الله
تعالى أن رسول الله a قد تحقق بالدرجة العليا من ذلك المقياس، كما قال تعالى مخاطبا نبيه
(صلیاللهعلیهوآلهوسلم): ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى
خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ (القلم:4)
ولهذا ـ أيضا ـ وردت النصوص الكثيرة تخبر بأن أرفع المؤمنين إيمانا أحسنهم
خلقا، قال (صلیاللهعلیهوآلهوسلم):(خياركم أحاسنكم
أخلاقا)[1]، وقال (صلیاللهعلیهوآلهوسلم):(إن من أكمل المؤمنين
إيمانا أحسنهم