responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 393

وما ذكره دوكينز ساخرا تعبير حقيقي عن أن الملاحدة أنفسهم يجدون مشكلة في هذه المعضلة، وعدم قدرتها على حل المشكلة من أساسها، ذلك أن وجود الشر لا ينفي وجود الله، وإنما يدعو إلى البحث عن سببه.. ولماذا جمع الصانع العظيم الذي أبدع كل هذا الكون في كونه بين الخير والشر، واللذة والألم.. وهذا التساؤل يدعو إلى التأمل العقلي، والبحث في الأديان، لا التسرع بنفي الإله.

وبناء على هذا الجواب الإلزامي، نشأت الكثير من الرؤى والمدارس الفلسفية التي حاولت أن تفسرها وفق رؤية كونية شاملة.. فالمدارس الشرقية أو الغربية التي تبنت [وحدة الوجود] بمفهومها الفلسفي، راحت تفسر الشر بما يتناسب مع هذه الرؤية، باعتبار الوجود واحدا، فلا صانع ولا مصنوع، وبذلك تنتفي المشكلة عندهم أصلا.. أما المدارس أو الأديان الثنوية، فراحت تثبت وجود الشر، وتنسبه إلى إله غير إله الخير.. وهكذا راحت كل مدرسة تحل المشكلة بطريقتها الخاصة.

وبناء على ذلك ذلك أيضا ظهرت بعض المدارس التي تتبنى تصورا عن الله ينفي كمال علمه وقدرته، وتصور أن ما يحصل من شرور في الكون مفروض عليه، ولا طاقة له به، ولذلك تسلل الشر إلى عالمنا، ولا يملك الله له دفعًا.

وقد عبّر [فيليب يانسي] عن هذا بقوله: (إنّ الثيوديسيين القدماء كـ(أوغسطين) و(الأكويني) و(كالفن) تقبلوا وجود الشر لكنهم حاولوا تبريره، في حين تذهب كتابات المعاصرين إلى قبول إشكالية الشر، ولكن مع مراجعة الفهم التقليدي الألوهي لصورة الخالق؛ فالأوائل رأوا الإشكال في فهم مغزى الشر، وبعض الأواخر رأوا الإشكال في فهم حقيقة الله)[1]

وبهذا الجواب أجاب الحبر اليهودي [هارولد س. كوشنر] في كتابه الذي حقّق عددًا


[1] Philip Yancey, Where Is God When It Hurts? (Grand Rapids, Mich.: Zondervan, 1990), pp.9-10.

نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 393
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست