نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 394
كبيرًا من
المبيعات [عندما تحدث الأمور السيئة لأناس طيبين]، والذي نشره عام (1981م) وقرر فيه (أنّه وإن كان الله كامل الخيريّة إلا أنّه ليس كاملًا في قدرته)
وبهذا الجواب
أيضا أجابت مدرسة [Process theism ]، والتي ترى محدودية السلطان الإلهي في الكون، وهي تصوره شبيها بصانع
الساعات الذي يلفّ زرّها الجانبي، ثم يترك الساعة تعمل وحدها.. أو هو أشبه ما يكون
بإله (أرسطو)، غير أنّ إله (أرسطو) ينصرف عن العالم لأنه أدنى من أن يكون محلّ
اهتمامه، في حين أنّ إله هذه الطائفة من اللاهوتيين يمعنه عجزه عن أن يفعل فعله
الكامل في العالم.
ومما ساعد على
ظهور هذه النزعة، أو هذا النوع من الأجوبة، ما نجده في الكتاب المقدس من نسبة
الكثير من صفات النقص والعجز لله تعالى، مثلما ورد في [سِفر التكوين 6/6]: (فَحَزِن الرَّبُّ أَنَّهُ عَمِلَ الإنسان فِي الأرض، وَتَأَسَّفَ فِي قَلْبِهِ) تعليقا على ما ورد بعد ذكر انتشار الشّر والفساد بين الناس في حقبة من التاريخ السحيق.
ومن هذا الباب
أيضا ما وقع فيه بعض المسلمين أيضا حين فسروا العدل الإلهي تفسيرا يجوز له الظلم
باعتباره يفعل ما يشاء، وكل ما يفعله داخل في سلطانه، ولذلك لا يصح أن يطلق عليه
ظلما، ذلك أنهم عرفوا الظلم بكونه (ليس بممكن الوجود.. لأنه إمّا التصرّف في ملك
الغير أو مخالفة الآمر، وكلاهما ممتنع في حق الله؛ إذ هو المالك لكلّ شيء، وليس
فوقه آمر)
وهذا غير صحيح،
فالنصوص القرآنية الكثيرة تنص على امتناع الظلم عن الله بمفهومه الحقيقي، وليس
بذلك المفهوم الذي ذكره المتكلمون، كما قال تعالى:﴿ ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ
أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ﴾ (آل
عمران:182)، وقال:﴿ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبَادِ﴾
(غافر: 31)، وقال:﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ
فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ﴾ (فصلت:46)،
وقال:﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلَكِنَّ النَّاسَ
أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 394