نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 396
العالم السفلي
للأوهام التي يجب أن نحرّر حواسنا منها)، وقد تبنى هذه الرؤية أتباع الديانة
الهندوسية، باعتبارهم أن الشر مجرّد (مايا) أي وهم.. وهو قول بعض متصوفة الأديان
المختلفة، بما فيهم الإسلام نفسه[1].
ولا يمكن
الاعتماد على هذا الجواب باعتباره منتقضا بالبداهة العقليّة والحسيّة، بالإضافة
إلى أنه لا يحل المشكلة، فوهم الشرّ نفسه شرٌّ.. وهو يستدعي البحث عن حل وجواب.
وفي مقابل هذا
الجواب نجد جوابا آخر يعتبر الوجود كله شر، وأن الخير ليس إلا وهم.. وهو يعتبر أن
سبب الشر هو رغبتنا في الوجود، ولذلك نحتاج لمواجهة الشر إلا الفناء في [النرفانا].. وهي ـ مثل سابقتها ـ دعوى تصادم ما نعيشه في واقعنا العقلي والحسي من أنواع
الفرح والخير والسعادة.
3 ـ محاولة
التنصل من الإجابة التفصيليه عن الشر، باعتباره سرا محضا.. وقد أجاب بهذا بعض فلاسفة الصوفية خصوصا عند اعتبارهم أن ما يبدو شرًّا في الكون ليس سوى أسرار غامضة، سدت عن وعينا المنافذ
لفهمها، ولذلك لا يجوز لنا أن نتجرأ على وصفها شرا[2].. ذلك أن العلم بحقيقتها متعذرٌ لجهلنا المطبق بأغراض الخلق الإلهي، ولذلك فإنّه علينا أن نسلّم أننا أعجز من أن نصم شيئًا ما في وجودنا بأنّه شرٌّ لأننا على عماية تامة بالحكمة
[1] Wendy Doniger O’Flaherty, The Origins of Evil in Hindu Mythology )Berkeley: University
of California Press, 1976)..
[2] وفي مقابل
هذا المقولة نجد مقولة[الكون الشفّاف]، وهو اعتبار الكون يشفّ عن كلّ ما وراءه من
خير وشرّ، فكلّ فعلٍ في الكون مردّه إلى أعيان مخصوصة من الحِكم التي من الممكن
للبشر إدراكها (وهذا قول بعض المؤلّهة)، أو أنّ الكون ليس إلّا مجرّد تفاعلات
مادية يتيح لنا العلم معرفتها، وإن على مراحل، بتقدّم معارفنا العلميّة (وهذا قول
عامة الملاحدة)
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 396