responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 408

العبيد ما يكرهون، ويضربون له مثل السوء وقد فطر الله عباده على إنكار ذلك من بعضهم على بعض وطعنهم على من يفعله، وكيف يعيب الرب سبحانه من عباده شيئا ويتصف به، وهو سبحانه إنما عابه لأنه نقص فهو أولى أن يتنزه عنه. وإذا كان لا بد من ظهور آثار الأسماء والصفات ولا يمكن ظهور آثارها إلا في المتقابلات والمتضادات لم يكن في الحكمة بد من إيجادها، إذ لو فقدت لتعطلت الأحكام بتلك الصفات وهو محال)[1]

وبهذه العقيدة التي تتوافق مع العقل والنقل، والتي تجعل لله ـ باعتباره صاحب الكمال المطلق ـ كامل الحق في إدارة مملكته بحسب ما تقتضيه حكمته ورحمته وأسماؤه الحسنى تنتفي الكثير من الطروحات الإلحادية المرتبطة بهذا الجانب.

ذلك أن الكثير من الملاحدة عندما يواجهون بالقول بأن الشر حقيقة نسبيّة، وأنّ ما يبدو شرًا من وجه، هو خير من وجه أو وجوه أخرى، يردون على ذلك بقولهم: (لماذا لم يخلق الربّ عالما من دون شر أصلًا، أليس ذلك دليلًا على عجزه؟)

وهنا ينتقل المخالف من شبهة تعارض الشر والحكمة، بعد أن عجز عن الرد، إلى شبهة تعارض الشر والقدرة.. والأصل ـ إن كان الملحد منصفًا ـ أن يسلّم بعدم وجود تعارض بين الشر والحكمة. ثم يفتح الباب لشبهة جديدة، وهي: تعارض الشر والقدرة، ولِمَ لَمْ يخلق الله عالما آخر بلا شر؟

2 ـ الجواب المرتبط بحقيقة الشر:

وهي أجوبة كثيرة بحسب نوع الشر ومصدره وهيئته، ولذلك كان للتفصيل دوره الكبير في الإجابة على ذلك.. وسنقتصر هنا على الشرور الكبرى التي يطرحها الملاحدة، ونجيب عنها، بحسب ما ذكرته الدراسات الكثيرة التي اهتمت بهذا الجانب، بالإضافة إلى


[1] ابن القيم، شفاء العليل، ص439-440.

نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 408
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست