responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 409

معارفنا القطعية التي ذكرها الله تعالى في القرآن الكريم، ونحب أن نبين أن الكثير منها متداخل يصعب تمييز بعضه عن بعض، فالقضايا متشابكة، ولذلك قد يختلط بعضها ببعض.

أ ـ حقيقة الشر وعلاقته بالوجود:

وهذا من التساؤلات المهمة جدا، والتي اختلفت المدارس الإسلامية وغيرها في الإجابة عنها، فهل الشر الذي نراه مقصود بالأصالة، أم أنه عارض.. أو بعبارة أخرى: هل هو حقيقة ذاتية لها وجود استقلالي، أم هو عرض انتزاعي لا يستقلّ لنفسه بكيان؟.. أو بعبارة أكثر تبسيطًا: هل يوجد ما يمكن أن نقول إنّه شر بذاته، لا أنّه شر في ظرف من الظروف ووجه من الأوجه؟

والإجابات على هذا الإشكال تتراوح بين رؤيتين: رؤية ترى أنّ الشرّ حقيقة موضوعيّة.. وأخرى ترى أن الشرّ ليس إلّا غيابًا للخير.

أما الرؤية الأولى، فليست إلا نوعًا من أنواع المغالطات المنطقية؛ أي مغالطة التشييء أو التجسيم؛ إذ يتمّ التعامل مع الأشياء المجرّدة على أنّها ذوات متحيّزة أو أحداث واقعيّة.. فليس الشرّ في واقع الناس مادة تُحسّ، وإنّما هو أثر لفعل أو حال ما، إذ لا وجود لشر مطلق، ولذلك فهو أمر نسبيّ أو جزئيّ. وبصورة أدقّ، علينا أن نعتبر الشرّ صفة لا ذاتًا، وأنه لا يُعامل معاملة الاسم إلّا إذا كان في صيغة التجريد[1].

وهذا ما يدعونا إلى التساؤل عن إمكانية تصور وجود عالمٍ شرير من كلّ وجه.. أي وجودٌ كلّ ما فيه شر لا يخالطه خير في مبناه أو مآله.. والجواب على هذا ما ذكره [جون جوردون ستاكهاوس] بقوله: (لا يمكنني تصوّر ذلك، ولم أشهد أيّ وصف لذلك العالم في العلم أو الفلسفة أو الأدب)[2]


[1] ohn Gordon Stackhouse, Can God be trusted?: faith and the challenge of evil (New York: Oxford University Press, 1998), 30..

[2] المرجع السابق، ص50.

نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 409
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست