responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 410

وبناء على هذا، فإن الشرّ ليس سوى حال وصفي، أو بعبارة [كورنليوس بلنتنجا]: (غير ما يجب أن يكون عليه الشيء)[1]

والدليل على هذا هو أنّ الشرّ واقعيًا ليس إلّا عارض فساد في شيء من أشياء الوجود التي هي في أصل وجودها سليمة من العيب، كالجرح في اليد، والصدأ في الحديد، فلولا اليد، وأصل سلامتها، ما كان الجرح، وما عرفنا أنّه انتقال عن أصل السلامة، ولولا مادة الحديد وأصل براءتها ممّا يخرّبها، ما كان الصدأ، وما علمنا أنّ الصدأ فساد في هذا المعدن، فالجرح كشرّ لا يقوم بنفسه وإنّما يحتاج إلى يدِ، ولم نعرف نحن أنه أذى يصيب اليد حتى علمنا قبل ذلك أنّ الأصل في اليد المعافاة والسلامة منه، وكذلك أمر الحديد وكلّ شرّ في عالمنا.

وبذلك، فإن الشرّ المحض ـ كما يذكر علماء المسلمين ـ (ليس حقيقة ذاتيّة.. فليس في وجودنا ما يمكن أن يُقال إنّه شر خالص، فليس هناك شر في الدنيا إلّا وهو خير من وجه أو أوجه أخرى.. فالمرض مثلًا، مؤذ للجسد من جهة، ومختَبرٌ للصبر وشاحذ للهمة وربما حتى مقو للمناعة من جهة أخرى.. وهكذا الأمور المكروهة عادة، لا يخلو منها نفع للإنسان)[2]

وبعد أن ذكر بعض التقسيمات المرتبطة بالشر، قال: (الشر لم يترتب إلا على عَدَم. وإلا فالموجود من حيث وجوده لا يكون شرًا ولا سببًا للشر.. فالأمور الوجودية ليست شرورًا بالذات بل بالعرض من حيث إنها تتضمن عدم أمور ضرورية أو نافعة)

ثم وضح ذلك بعبارة أخرى، فقال: (الشرّ نسبي إضافيّ وهو وضع هذا التأثير في غير موضعه والعدول به عن المحل اللائق إلى غيره.. وهذا بالنسبة إلى الفاعل، وأمّا بالنسبة إلى


[1] Cornelius Plantinga Jr., Not the Way It’s Supposed to Be: A Breviary of Sin (Grand Rapids, MI: Eerdmans, 1995..

[2] انظر ابن القيم، شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل، ص363.

نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 410
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست