نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 428
اليوم والغد من
تغاير الكواكب بالحركة والضخامة والدوران، فإذا بطل التغاير والتركيب فلا شمس ولا
أرض ولا قمر ولا أيام ولا أعوام.. هو عالم لا ألم فيه ولا اجتهاد فيه، ولا اتّقاء
لمحذور ولا اغتباط بمنشود.. هو عالم لا أمل فيه ولا محبة ولا حنان ولا صبر ولا جزع
ولا رهبة ولا اتصال بين مخلوق ومخلوق، لأن الاتصال تكملة ولا حاجة إلى التكملة
بأرباب الكمال.. هو عالم لا ظلم فيه، فلا فضيلة ولا رذيلة، لأنّ الفاضل هو الإنسان
الذي يعمل الخير ولو شقي به ويتجنب الشر ولو طابَ لهُ مثواه. فإذا ضمن الجزاء
العاجل على أعماله أولًا فأولًا فلا فضل له على الشرير. وإذا وجد العالم وفيه
أشرار يجزون أبدًا بالعقاب وأخيار يجزون أبدًا بالثواب فذلك ظلمٌ أكبر من هذا
الظُلم الذي يأباه المنكرون للقصد والتدبير.. هو عالمٌ لا فرق فيه بين الأبد
الأبيد واللحظة العابرة، لأنك تريد في كل لحظة عابرة من لحظاته أن تجمع حكمة
الآباد، وأن تكون مقاصدها هي مقاصد الكون الذي لا تعرف نهاية طرفيه، فلا انتظار
لبقية الزمن ولا مُوجب للانتظار، ولن يحيا المخلوق المحدود بغير انتظار إلّا كانت
في حسّهِ لونًا آخر من ألوان الفناء)[1]
وهكذا عبّر
الفيلسوف [أوغسط أُوت] في كتابه عن [مشكلة الألم] عن موقع الألم من الحياة
العدميّة التي صنعها عقل الملحد، فقال: (إذا كان الله مجرّد اسمٍ عابثٍ، إذا كان كلّ شيء ينتهي بالنسبة لنا بالموت، إذا كان كلّ أمل في وجود أفضل هو وهم، فلنا أن نتساءل إن كانت الحياة تستحق أن نعيشها. نحن نتحدّث عن التطوّر، ونرغب في ازدهار مستمر لشؤون الإنسان، وتكيّفًا كاملًا بين
الملكات الإنسانيّة وطبيعة العالم الخارجي، ولكن هل لهذه الآمال البعيدة، وربّما
المضلّة، أن تعوّض الآلام الحاضرة؟ وحتّى لو تحقّقت، فهل ثمراتها الموعودة تدوم
أكثر من لحظة؟)[2]
[1] العقاد،
الله، كتاب في نشأة العقيدة الإلهية، بيروت: المكتبة العصرية، د.ت.، ص225-227.
[2]
A. Ott. Le problème du mal (Paris:
Fischbacher, 1888), pp.5-6.
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 428