نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 433
ويعبر الفيلسوف
الأمريكي [فان إنواجن] عن هذا المعنى، فيقول: (إذا ألغى الله ببساطة كلّ غوائل هذا العالم بسلسلة لا تتناهى من الخوارق؛ فسيفسد ذلك خطّته الذاتية لمصالحة الإنسان معه. إنّه لو فعل ذلك؛ فسنكون في حال رضى بقدرنا ولن نرى داعيًا للتعاون معه)[1]
وتذكر بعض
الدراسات العلمية أنه أجري استفتاء لمجموعة من كبار السن في لندن، وكان السؤال
الموجّه إليهم: (ما هي أسعد فترة في حياتك؟)، وكان جواب 60 بالمائة منهم: (فترة الحرب!)، ففي كلّ ليلة تلقي الطائرات أطنانًا من المتفجّرات على المدينة، وتحوّل المباني
الهائلة إلى حطام، والآن يتذكّر الضحايا هذا الوقت باشتياق وحنين؛ فقد اكتسبوا من
تلك التجربة صفات الشجاعة والتآزر والتضحية، وعرفوا معاني التآخي والتعاون [2].
وفي مقالة صدرت
في مجلة علمية عن حياة ثلاثمائة قائد ممن كان لهم تأثير بالغ على حركة التاريخ،
كشف البحث أنهم كلهم يشتركون في أمر واحد، وهو أنهم كانوا أيتامًا، إما أيتام بسبب
وفاة الوالدين أو بسبب حدوث انفصال بينهما، أو أيتام عاطفيًا بسبب حرمان قاس في
طفولتهم[3].
[1] Peter van Inwagen, The Problem of Evil (Oxford:
Clarendon Press; New York: Oxford University Press, 2006), p.88...